نظريات الإشاعة:
نظرية ألبولرت وبستمان:
يرى ألبورت وبستمان أن الإشاعة تنتقل إذا توفر مدخلين وهما الأهمية والغموض. وتكون الأهمية في أن موضوع الإشاعة ينبغي أن يقوم على شيء من الاهتمام لكل من المتحدث والمستمع. والغموض وينحصر في أن الوقائع المتصلة بموضوع الشائعة، يجب أن تتسم بشيء من الغموض. وينشأ من انعدام الأخبار أو اقتضابها أو تضاربها وعدم الثقة بها، أو عن بعض التوترات الانفعالية التي تجعل الفرد غير قادر لتقبّل الوقائع التي تقدمها الأخبار.
والشرطان السابقان للإشاعة (الأهمية والغموض) يرتبطان ارتباطاً كمياً على وجه التقريب بسريان الشائعة. ونظراً لأن شرط انتشار الإشاعة أفضل ما يمكن في فترة الحروب؛ بسبب أهمية الأحداث العسكرية وما ينتابها من غموض وتحرّكات يمكن التبؤ بها.
نظرية فستنجر:
تعتبر هذه النظريات إحدى نظريات المنحنى المعرفي في تفسير نشأة الاتجاهات والمعتقدات في تكوينها، التي تتولى العوامل المعرفية الدور الأساسي في هذه العملية. وهناك مصدران للتنافر المعرفي وهُما الناتج عن اتخاذ القرار والناتج عن آثار السلوك المضاد، فقد أوضح فستنجر أن الإشاعات تُعدّ محاولة للتوفيق أو الاتساق بين المعارف المتنافرة المتواجدة لدى الناس. ويتفق في تحديد عدم الوضوح المعرفي أو الغموض المعرفي والأهمية، أو الصلة بالموضوع.
نظرية كارل يونج:
قدَّم كارل يونج نظريته في ضوء نظرية التحليل النفسي لفرويد بيجوند، التي قدّمها لتفسير كافة أشكال السلوك الإنساني، فقد أكَّد فرويد في وجود ديناميت معينة في الشخص الفرد تمارس تأثيرها في مختلف تصرفاته. ويُعدّ إفشاء الإشاعات ميكانيزمياً دفاعياً، فهي تهدىء الأنا عن طريق التخفيف من الضغوط غير المريحة، التي يتعرّض لها الشخص والناتجة عن القلق المفرط.
نظرية روزناو:
- قدم روزناو تصوّره النظري منطلقاً من بعض التساؤلات التي جاءت بها نظرية ألبورت وبوستمان، التي أدت إلى إرهاص هذا الإطار. وترتبت عليه أغلب الجهود التي قدمت سواء أكانت واقعية أو نظرية، فقد قدم روزناو فرضاً بديلاً للفرض الذي قدمه ألبورت وبوستمان في نظريتهما. وهناك ظروف ومتغيرات تؤثر في نشأة الإشاعات وتناقلها بين الأفراد. ومن هذه الظروف:
- الغموض العام: يعتبر الشك هو الجوهر لها وأن الإشائعات تنمو وتزدهر في جو الغموض العام؛ لأنها تخفف من التوتر وعدم الوضوح الناتج عنها.
- الاهتمام بالنتائج: ويرى روزناو أن الاهتمام بالنتائج هو المفهوم الأفضل من الأهمية، على أساس النظر إليه باعتباره متغيراً وسيطاً. وأن الإشائعات تميل إلى إظهار اختبار نقدي أقل، عندما يكون الاهتمام بالنتائج منخفضاً وليس مرتفعاً.