النظرية البنائية الوظيفية في الإعلام:
إنّ النظرية البنائية الوظيفية تقوم على تعيين عناصر التنظيم والارتباط بين هذه العناصر، كما أن هذه النظرية تعمل على تحديد الوظائف التي يعمل بها كل عنصر من خلال ارتباطه بالتنظيم الشامل، ويُعتبر له مساهمة في النشاط الاجتماعي الكلي، ويمكن تحقيق التوازن والثبات بعد القيام بتوزيع الأدوار على العناصر الوظيفية، ويتم ذلك بشكل متكامل وثابت.
حيث أن التنظيم في هذه النظرية هو هدف كل بناء في المجتمع، من أجل أن يحافظ هذا البناء على كيانه وثباته، ولا يمكن من خلال هذا التنظيم وجود أي مشكلة في ذلك البناء من حيث العلاقات أو الوظائف؛ لأن ذلك يؤثر على التوازن والاستقرار.
وكما يكون اهتمامها من الأساس بإصدار وتوزيع المعرفة على هيئة معلومات وأفكار ومعرفة؛ وذلك من أجل تلبية الرغبات الاجتماعية للجمهور، حيث تقدم الوسائل الاتصالية المعارف من مرسل إلى مستقبل، أي من شخص إلى المجتمع ومؤسساته، ولكنها ليست وسيلة عضوية للوسائل الاتصالية فقط، ولكنها تُعتبر أدوات للفهم التي يمكن بواسطتها تحديد ما يجب تقديمه وعرضه.
وتُعد من أكثر الطرق مناسبة للنظر للجمهور باعتباره نظام للعديد من الأجزاء المترابطة، وهو بمثابة تنظيم للأعمال المرتبطة التي يُكمّل كل منها الآخر، حيث يميل هذا الجمهور إلى أسلوب من التوازن الديناميكي وإذا بدأ حدوث أية نوع من التنافر فتبدأ القوى تنشط من أجل استعادة التوازن، وبالإضافة إلى ذلك تُساهم كافة الأعمال المتكررة في المجتمع في استمرار وجوده، وأن كافة النماذج في المجتمع لها دور فعال من أجل الحفاظ على استقرار النظام.
حيث أن وسائل الإعلام تُعتبر من العناصر الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في البناء الاجتماعي، ولا يمكن للجمهور أن يستمر بدون تواجدها، وفي الجانب الآخر قد تكون وسائل الإعلام أحد وسائل الخلل الوظيفي، والتي تُساهم في عدم الانسجام عوضاً عن الاستقرار إذ كان أثرها على الجمهور هو التحريض، كما أن النظم الإعلامية تستعمل العديد من الأدوات لإنجاز أعمالها ومنها: التحليل، التوضيح، التنشئة الاجتماعية، الإقناع، الإعلان وهذه المهام التي تقوم بها النظم الإعلامية والتي تعمل بدورها في إحداث التغييرات في المجتمع الذي قام بوضعها من قبل.