الوكالات ذات المكاتب المكتسبة في العلاقات العامة:
الوكالات ذات المكاتب المنتسبة، تتكوَّن كل وكالة من هذه الوكالات من مجموع المكاتب الاستشارية التي توجد في كل دولة من الدول التي تشملها الوكالة، بالإضافة إلى المكاتب التابعة للوكالة مباشرة في الدولة الأم أو خارجها، وتخصص بعض هذه الوكالات خبيراً في المقر الرئيسي لها للقيام بعملية التنسيق بين هذه المكاتب، بينما يعتمد البعض الآخر علـى مبادرة أحد أعضاء الشبكة وعلى الاجتماعات الدورية والمراسلات.
ولهذا النوع من الوكالات مزاياه وعيوبه، ففي ناحية المزايا نجد أن رأس المال المطلوب قليل وكذلك العنصر البشري أضف إلى هذا نمو خبرة الممارسة الدولية لأعضاء، وبالتالي تزايد نشاطهم في هذا المجال، إذ أن كل عضو في الوكالة له مكتبه في داخل الدولة التي يعمل بها ومعه عدد مـن الخبراء يتفق مع حجم المكتب ودائرة نشاطه. وهذا المكتب له ميزانيته ووسائل اتصاله ومجالات عمله.
وبمجرد أن يتفق رؤساء المكاتب الاستشارية في عدد من الدول على تكوين وكالة مشتركة، لا تلبث هذه الوكالة أن تخرج إلى حيز الوجود فوراً ودون ما حاجة إلى تجهيزات هندسية أو بشرية، وهذا النوع من الوكالات مفيد في حالة التعامل مع منظمات تغطي بنشاطها عدة دول، حيث تتطلب الخدمة الاستشارية معرفة الظروف الخاصة بكل دولة وإمكانية التناغم مع هذه الظروف بما يحقق مصالح المنظمة.
أمّا عن ناحية العيوب في هذه الوكالة فيتمثل في صعوبات التنسيق لتحقيق سياسة شاملة، بالإضافة إلى بعض المشكلات المالية عند تحديد تكاليف الخدمة أو دفعها، كما أن هذا النظام لا يتيح الإشراف المباشر أو السيطرة الكاملة لرئاسة الوكالة على فروعها، بما لا يتبني معه ما إذا كان العميل يتعامل مع الوكالة، أم مع أحد المكاتب التي تنتسب إليها بالاسم فقط.
ويخرج ذلك بصورة سيئة حينما يخفق أحد المكاتب في حل القضايا التي تعتمد عليه، ويحسب هذا الفشل على الوكالة التي ينتمي إليها المكتب. ولعل أسوأ ما يواجه هذه الوكالات من عقبات، هو ما يحدث عندما تتعارض أنشطة الوكالة على المستوى الدولي مع أنشطة المكتب الفرع على المستوى القومي. وتلجأ بعض المكاتب الاستشارية للانضمام إلى وكالات العلاقات العامة الدولية بصورة الانتساب هذه، رغم أنها لا تعمل في المجال الدولي والهدف من ذلك هو اكتساب مكانة مرموقة في الدولة التي تعمل بها، من خلال قائمة فروع الوكالة في العواصم المختلفة التي تتصدر خطابات المكتب الجماهير التي تتعامل معها.
