دراسة الحالة في البحوث الإعلامية:
هي شكل من التحليل الوصفي الذي يستخدم في المسحية، ويكثر استعمالها في وصف معين، أو فرد أو مجتمع أو عادة أو تقليد اجتماعي، ويترتب على ذلك الحصول على الكثير من الحقائق والبيانات المتعلقة بموضوع البحث من حيث تاريخ حياته أو مراحل تطوره خلال فترة زمنية معينة، فتقوم بهذه الطريقة على افتراض أن الفرد أو الجماعة موضوع البحث، يكون مع بيئة التي يتفاعل معها وحدة متكاملة.
وبالتالي فإن العوامل المتداخلة في أي موقف تأخذ معناها وأهميتها من الموقف نفسه، وتعتبر دراسة الحالة من أقدام الوسائل التي استخدمت لوصف وتفسير الخبرات الشخصية والسلوك الاجتماعي للفرد، ولقد اختلف الباحثون حول تصنيف دراسة الحالة حيث لا يوجد اتفاق عام حوله؛ نظراً لاختلاف علماء البحث العلمي تبعاً لخلفياتهم العلمية والثقافية وتخصصاتهم، فالبعض يصنف دراسة على أنها منهج أو نوع من أنواع البحوث الوصفية تُركّز على دراسة وفهم ظاهرة محددة.
والبعض الآخر اعتبر دراسة الحالة تطبيقية تعتمد على العديد من المصادر والأدلة، لدراسة ظاهرة في حالتها الطبيعية التي تتواجد فيها دون عزلها عن الواقع الاجتماعي، كما اعتبرها البعض على أنها وسيلة للعلاج النفسي، ولا يهدف الباحث في دراسة الحالة إلى مجرد وصف كامل للفرد أو الوحدة موضوع الدراسة، بل يذهب إلى جوهر الموضوع ويتفحص جميع الجوانب حياة دراسة الحالة وأثبتت جدواها في العلاج النفسي، حيث تنصب على دراسة الأفراد لفهم الظاهرة السلوكية.
ويهدف بحوث دراسة الحالة إلى معرفة فكرة واحدة معينة بطريقة واضحة دقيقة، بحيث أن الحالة يصعب فهمها ويصعب إطلاق الحكم عليها؛ نظراً لمكانتها المميزة أو الفريدة ويمكن التدقيق عليها وجمع البيانات والمعلومات الخاصة بها، ثم تحليلها والتعرف على جوهر موضوعها تمهيداً للتوصل إلى نتيجة واضحة بشأنها، ويرى الكثير أن الدراسات الحالة هي ضمن الدراسات المسحية؛ لأن كثيراً من الإجراءات البحثية في كلا النوعين متشابهة إلى حد كبير.
وغالباً ما يستعمل في البحث العلمي منهج المسح ودراسة الحالة كطريقتين مكملتين لبعضهما للعلاقة المتماسكة بينهما، وتكون دراسة الحالة في البحث عن العوامل المتشابكة والعلاقات المختلفة التي تساعد في وحدة اجتماعية معينة، مثل فرد، جماعة، أو مؤسسة اجتماعية، أي أنها تهتم بدراسة الحالات الفردية، وتقوم هذه الطريقة أو المنهج أساساً على افتراض أن الفرد يكون في مجاله الذي يتفاعل فيه وحده.