صفات رجل العلاقات العامة القائم بالإقناع:
الصدق:
إن الأساس الفعلي للإقناع مصداقية القائم بالاتصال، فمن الضروري أن يكون الشخص من أبرع المتحدثين، ويمتلك قدرات عقلية كبيرة، وبراعة ذهنية عالية وأن يكون مسؤولاً في كافة صور المناقشة والمحاورة، ولكن ما لم يكن صادقاً في قوله، فلا يمكن أن يصدقه الآخـرون. ولذلك إذا أردنا أن نقنع الآخرين بما نريد، ينبغي أن يصدقوا حديثنا أولاً، ولكي يصدقوا حديثنا ينبغي أن يكون حديثنا صادقاً، ولكي يكون حديثنا صادقاً، ينبغي أن يكون واقعياً.
وهناك ثلاثة مستويات للصدق: في المستوى الأول، يجب أن تكون صادقاً في كلامك، وتناقش قضاياك ببراعة فائقة وتتحدث بأسلوب مبدع ومتميز. وفي المستوى الثاني، يجب أن تكون أفكارك صادقة، فإذا كانت الاقتراحات التي تقدمها مثيرة للجدل أو الخلاف، فينبغي أن تؤيد ذلك بعرض بعض الأدلة الصحيحة التي تستند إلى كثير من الخبرات أو الأبحاث أو التجارب. وفي المستوى الثالث، ينبغي أن تتوخى صدق الجهة أو الهيئة التي تمثلها لكي تنجح في إقناع الآخرين بما تريد.
الثقة من الوسائل:
التي تجعل المتحدث أو القائم بالاتصال يحصل على ثقة الآخرين عندما يحاول إقناعهم بما يريد أن يكون حديثه بعيداً عن أهوائه الشخصية؛ فعندما تدرك أن الشخص الذي يتحدث إليك لا يرغب في أن يحقق هدفاً معيناً من خلال إقناع الآخرين بما يريد، فسينال بذلك ثقة الآخرين، ويكون حقاً صادقاً في حديثه.
المستويات العلمي والثقافي والمعرفي:
إن حصول القائم بالاتصال بدرجة علمية مقبولة ومناسبة من وجهة نظر الجمهور الذي يخاطبه، يُمثّل ركيزة مهمة من ركائز الإقناع، فكلما يقتنع الفرد أو الجمهور بفكرة أو قضية معينة طُرحت من جانب متحدث حظه من العلم قليل، وما لم يمتلك مهارات وقدرات أخرى. وكذلك المستوى الثقافي المرتفع والإطار المعرفي المتعمق في الموضوع، والمتنوع في الموضوعات الأخرى، لها أهميتها في تأهيل المتحدث لكي يكون قادراً على الإقناع، ولكي ينال ثقة واحترام الجمهور المتلقي.
الالتزام بالمبادئ والقناعات التي يريد إقناع الآخرين بها:
وهي اقتناع القائم بالاتصال وتنفيذه للفكرة أو الأفكار التي يدعو إليها، أو القيم والمبادئ وأنماط السلوك التي ينادي بها فكلما كان القائم بالاتصال قدوة لجمهوره في مجال ما، كان أقدر على شرح وتوضيح أبعاد هذا المجال، وتقديم الدليل والبرهان، إبراز المزايا والعيوب وعرض التجارب والخبرات، وبالتالي أكثر فعالية في الإقناع والتأثير. وإذا أدرك الجمهور أن القائم بالاتصال يمثل قدوة حسنة لما يدعو إليه من أفكار أو ينادى به من مبادئ وقيم، كان أكثر استجابة له وتأثراً به واقتداء بنهجه، أما إذا أيقن أن القائم بالاتصال يؤدي عملاً يبتغي منه الشهرة أو المكانة أو المنفعة المادية دون أن يلتزم بما يدعو إليه، فإن كل ما يقوله سوف يذهب أدراج الرياح دون تحقيق أي تأثير يذكر على الجمهور.