تعتبر مهارة الإلقاء هي مهارة العرض من الناحية الشفوية من المهارات التي تمتع بها الكبار وهذا من والوجهاء والعُظماء، والقادة التاريخيون أيضاً، ومن بين هؤلاء البشر هو النبي موسى عليه السلام، حيث قام بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى في الدعاء، حيث قال في دُعائه:” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)” سورة طه.
ما هي متطلبات فن الإلقاء الناجح
تعتبر عملية فن الإلقاء من بين العمليات الاتصالية، وهو تقديم الكلات أمام الناس، ويكون لهذا الإلقاء الهدف أو الغرض أو الغاية من العمل على توصيل الأفكار وعرضها على الآخرين، أو عرض المعلومات أو حتى الآراء المختلفة.
وعندما يريد الفرد أن يًبح شخص مُلقي ناجح لا بُدَّ له من أن يعرف ما الذي قد يطلبه هذا العلم الواسع، حيث تقول الكتب الخاصة بهذا النوع من الدراسات أنَّ فن الإلقاء يتطلب من الفرد المُتعلِّم له ذلك التفاعل الصادق مع كل ما ينطق به، وهذا من خلال أن يكون الموقف طبيعي وأن يكون الشخص المُلقي على طبيعته بدون أية نوع من التكلُّف أو التحمُّل، حيث تعتبر عملية الإلقاء هي أحد عمليات الاتصال الذي يكون على درجة عالية من الصدق ولا يكون تطبيق لموقف تمثيلي قط، لهذا من الواجب على هذه العملية أن يكون انعكاساً أمين لشخصية المُلقي بشكل خاص وهذا لكي يكون إلقاؤه أو فكرته أو المعلومة التي يعرضها على الآخرين مقبولة ومؤثرة فيهم.
وحتى يعرف الفرد الدارس لفن الإلقاء الإعلامي ما الذي يتطلبه منه، من الواجب عليه أن يعرف الأنواع التي تندرج تحته، حيث يتضمن فن الإلقاء على نوعين، الأول هو النوع الفردي، والآخر هو النوع الجماعي، والجماعي يتفرع منه فرعين، الأول هو الإلقاء لتلك المجموعة التي تتضمن على عدد صغير من الأفراد: كمثل الدروس في المدارس أو حتى تلك الدُروس التي يتم إعطاؤها في المساجد، والفرع الآخر هو الإلقاء إلى مجموعة متضمنة على عدد كبير من الناس، كمثل المحاضرات العامة وغيرها.
أمَّا بالنسبة للأمور التي يطلبها فن الإلقاء من المُلقي نذكرها في هذا المقال على النحو الآتي:
الإعداد الجيد للموضوع قبل الإلقاء
أن يكون الفرد المُلقي مُعدٌّ للنص الذي يُريد أن يُلقيه على الجمهور المستقبل أو المتلقي بشكل جيد ومتمكن، ، ويقصد بالإعداد الجيد هو أن يكون مجهّز له من خلال جمع كافة المعلومات الخاصة بالموضوع، وهذا من حيث كل من المُقدِّمة إلى جانب الموضوع والخاتمة أيضاً، حيث يمكن تعريف المُقدمة في على أنَّها هي المفتاح الخاص بالموضوع المُلقى، حيث أنَّه ومن خلال المقدمة يمكن التعرف على الكلمة واكتشافها وكذلك التعرف على الثقافة المُلقية أيضاً.
وبالنسبة للموضوع في فن الإلقاء الإعلامي يتم من خلاله العمل على عرض كافة الفروع والنفاط الرئيسة وهذا بالطريقة والأسلوب المنظم والمرتب والخالي من التعقيدات على جدٍ سواء، وأمَّا عن الخاتمة فيها فهي تكون بمثابة المُلخص لأهم المعلومات التي تكون واردة في الموضوع المُلقى.
الصوت
لكل فرد ذلك الصوت الذي يتميز به عن الشخص الآخر، ولكل منَّا تلك الطريقة أو الأسلوب الذي يتحدث به، فمن الواجب على الفرد المُلقي أن يكون ذلك ذلك الصوت الذي يميزه عن غيره، وأن لا يعمد إلى تقليد الأشخاص الآخرين المؤثرين وخاصة بالطريقة والأسلوب الغير فعال، بل ينبغي على الفرد المتدرب على فن الإلقاء أن يُحسن الصوت الخاص به وهذا لكي يًصبح صوته أكثر تأثير وأكثر قبول بالنسبة للجمهور المتلقي، وهذا الأمر يؤدي في نهايته إلى تفضيل المُلقي والسماع له أكثر من غيره.
حيث من الواجب على المُلقي في صوته أن لا يكون حاداً، أو أن يكون صاخباً، أو أن يكون مرتفعاً، أو أن يكون منخفضاً بحيث لا يسمعه الجمهور المتلقي بتاتاً.
أن يُطبق خاصية التنويع في إلقاؤه
حيث أنَّه في أثناء إلقاؤه يجمع المُلقي فيه ما بين كل من الجدية وخاصية الفكاهة إلى جانب اللغة التي يُحسن استعمالها وهذا على حسب الظروف والأحوال أو على حسن المواقف على حدٍ سواء.
كما وينبغي على المُلقي أن يبتعد تماماً عن الفكاهة في إلقاؤه وهذا عندما يكون متكلماً في كل من أمور الدين، إلى جانب أن يستهزئ ببلاد أو بدولة بعينها، أو الاستهزاء بشكل أحد الأفراد.
أن يُراعي الوقفات في إلقاؤه
حيث ينبغي على المُلقي أن يُراعي خاصية الوقوف على بعض الأماكن كمثل التوقف بعد المُقدمة أو بعد السؤال، أو حتى عند الانتقال والتحول من فكرة أو أخرى، وأخيراً قبل السؤال أو المعلومات الهامة؛ ويعود السبب في التوقف إلى أن يجعل المتلقي قادراً على ربط الأفكار والتهيؤ لفكرة وموضوع جديد.
إذاً يظهر مما سبق ذكره أنَّه لا بُدَّ للمُلقي الإعلامي أن يُحسن بعض النقاط التي تعتبر كمتلطبات للعمل الإعلامي” الإلقاء”، لكي يُصبح مُلقي ناجح ومؤثر على حدٍ سواء.