مراحل إعداد البحث العلمي في العلاقات العامة:
تحديد مشكلة البحث:
عرَّف الباحث ليليان ربيل، بأنها عبارة عن موضوع يُحيط به الغموض وظاهرة تحتاج إلى تفسير أو قضية موضوع خلاف معين، ومشكلة البحث هي أية ظاهرة أو حدث أو سلوك، أو علاقة تحتاج إلى وصف أو تفسير أو إلى إجابة عن سؤالين ماذا، لماذا، وإن عملية تحديد مشكلة البحث العلمي بشكل واضح ودقيق قد لا تكون ممكنة في البداية، في ذهن الباحث إلا أفكار عامة وشعور غامض بوجود مشكلة تستحق البحث.
وتتم إعادة صياغة المشكلة مرة أخرى إلى أن يتم تعيينها وتثبيت جوانبها وفصلها عن المواضيع القريبة، ومن الضروري تعيين موضوع الدراسة بصورة جيدة وواضحة قبل الانتقال إلى مراحل البحث الأخرى، ويُعتبر هذا الأمر ضروري؛ لأن تعيين قضية البحث هو بداية البحث ويترتب عليه جودة البيانات التي ستجمع وأهمية النتائج التي يتوصل إليها.
الدراسات السابقة:
لا يمكن تنفيذ الفكرة البحثية إلا بعد العمل على العودة إلى الدراسات السابقة، والمتاح لمعرفة ما تم بحثه قبل ذلك والتعرف على النتائج السابقة. وتُعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث العلمي، حيث تساعد هذه الخطوة في توفير الوقت، الجهد، المال وتجعل الباحث يبدأ من حيث انتهى الآخرون، فمراجعة الدراسات السابقة عي عبارة عن فائدة مزدوجة، فمعرفة الباحث بموضع الدراسة تزيد في الوقت نفسه. ويقوم الباحث بتعريف الآخرون وزيادة معرفتهم بالمراجع السابقة للأبحاث والدرسات السابقة.
تحديد أهمية البحث:
على الباحث أن يقوم بتحديد أهمية البحث ومستوى تعمقه في تفسير المشكلة، فالمشكلات التي سيعالجها والأطراف التي سيغفلها، وهذا من شأنه أن يوضح في ذهن القارئ مسبقاً أهمية الدراسة، وتكمن أهمية البحث في أن لها عدة مسميات مثل: مبررات إجراء البحث، خلفيات الدراسة، وهي تعني القيمة الحقيقة الرجوة للبحث وبعد وضوح الأهداف تتضح أهمية البحث.
وعلى الباحث أن يذكر السبب الذي يجعله يختار مشكلة معينة لدراستها، وأن يُبيّن الغايات التي يرجو تنفيذها نتيجة قيامه ببحثه، وأهمية البحث عليه أن يُحدد أبعاد البحث ودرجة تعمقه في تحليل مشكلة البحث، والجوانب التي سيعالجها والنواحي التي سيغفلها.
تحديد أهداف البحث:
ومن الضروري أن يقوم الباحث بتحديد الأهداف التي يأمل الوصول إليها عند انتهاء الدراسة، فهذه المرحلة غير منفصلة عن المراحل الأخرى، فاختيار موضوع البحث وتحديده يجب أن يتم وفقاً لهدف معين. وبعبارة أخرى على الباحث أن يذكر السبب الذي جعله يختار مشكلة معينة لدراستها، وأن يُبيّن كذلك الغايات التي يرجو تحقيقها نتيجة قيامه بهذا البحث.
وإن هدف البحث لا يريد فقط بيان قيمة البحث وما يقدمه من إضافة جديدة للمعرفة، بل يوضح أيضاً السبب الذي من أجله قام الباحث بهذه الدراسة، حيث يرى العاملون في مناهج البحث بتقييم أهداف البحث إلى الهدف العلمي للبحث، وهو الذي يهدف فيه الباحث إلى التوصل لمعرفة علمية جديدة؛ من أجل إثراء المعرفة العلمية بغض النظر عن إمكانية التطبيق العلمي لنتائج البحث.
والهدف العلمي التطبيقي يدل على أن البحث العلمي هو إمكانية استخدام نتائجه في تطبيقات علمية؛ لحل المشكلة قيد الدراسة. ومن ناحية أخرى يمكن أن توضع هذه النتائج والتطبيقات علمية لحل المشكلة قيد الدراسة. ومن ناحية أخرى يمكن أن توضع هذه النتائج والتطبيقات في خدمة الباحثين والمختصين في ذلك المجال، وخدمة المجتمع بشكل عام.
ويتسم البحث بعدة شروط حيث يجب توافرها وهي: أن تكن دقيقة ومحددة ويجب قياسها، كما يجب أن تكون وثيقة الصلة في ارتباطها بمشكلة البحث، وأن تكون واقعية للتحقيق وأن تكون بناء الوقت والجهد المحددين للبحث.
صياغة الفروض:
يجب على الباحث أن يقوم بوضع الفرضية التي تؤدي إلى تفسير مشكلة البحث، والفرضية هي تُفسير للمشكلة موضوع الدراسة وهي تحليل مؤقت أو محتمل، يُفسّر العوامل أو الأحداث أو الظروف التي يستطيع الباحث أن يفهمها، كما يُعرف الفرض بأن حلّ أو توضح مقترح بشأن مشكلة معينة أو أنه تعميم أو تقرير، يتكوّن من عناصر صيغت كنظام متسق من العلاقات التي تحاول تحليل أحداث لم تتأيد بعد، عن طريق حقائق وهناك من عرف الفرض بأنه جملة مقولة أو حكم مؤقت يتضمن علاقة بين متغيرين أو أكثر.
تحديد المفاهيم والمصطلحات:
من الضروري تحديد جميع المصطلحات غير المألوفة قد يساء تفسيرها، وهذه المصطلحات تُتيح تكوين إطار مرجعي يمكن الباحث من التعامل مع المشكلة، ويجب تحديد المتغيرات تحديداً إجرائياً. وفي إطار البحث العلمي تتم صياغة المفهوم وبلورته من خلال الملاحظة أو التجارب العلمية بأشكالها المختلفة، ومن هذه الصياغة يصبح المفهوم له معنى محدد، ويتضمن تركيزاً شديداً لمعلومات وعناصر عديدة.