مشكلات عدم اهتمام الإدارة العليا بالعلاقات العامة وقدراتها:
يتوقف وجود العلاقات العامة ونجاحها في أي مـؤسسة على مستوى اقتناع الإدارة العليا بدور هذه الوظيفة، واقتناعها بدور تهيئة ظروف الممارسة الفعلية لها من خلال جميع العاملين بها من ناحية، وعن طريق إدارة متخصصة لقيادة هذا العمل من ناحية أخرى. وقد أشارت إحدى الدراسات الميدانية التي أجريت في مصر عن واقع ممارسة مهنة العلاقات العامة، إلى أن من بين أهم المشكلات التي تواجه أجهزة العلاقات العامة عدم اهتمام الإدارة العليا في المنشأة بوظيفة العلاقات العامة.
وتُعتبر العلاقات العامة في أوقات كثيرة مصطلحاً غامضاً لدى عدد كبير من مديري المؤسسات، الذين لا تتوافر لديهم فكرة واضحة عن الخدمات التي يمكن أن تقدمها إدارة العلاقات العامة للمؤسسة، أما البعض الآخر من المسؤولين فيرون أن العلاقات العامة ما هي إلا وظيفة سطحية لا تحتاج إلى اهتمام كبير أو تقييم، رسمي لعملائها، ومهمتها هي الإعلان وتحقيق مبيعات للشركة بشكل مباشر، أما بعض المسؤولين الآخرين فيرون أن العلاقات العامة ما هي إلا سلاح للدفاع عن المؤسسة في أوقات الأزمات.
وبالتالي لا أهمية لوجود العلاقات العامة ما لم تكن هناك مشكلات في العمل، ويرى آخرون أن العلاقات العامة هي إدارة اتصالات؛ أي أنها خطوة تنفيذية في نهاية العملية الإدارية بدلاً من النظر إليها كوظيفة إدارية، لا بد وأن تشارك في عملية اتخاذ القـرار وحلاً لتلك المشكلة، فإن القائمين على أمور المنظمات أو رؤساء مجالـس إداراتها يتوقع منهم الاتجاه إلى النظر إلى العلاقات العامة نظرة اهتمام وتقدير، يترتب عليها أن يعدوا لجهاز العلاقات عامة برعاية علاقات منظماتهم مع الجماهير، ونقل اتجاهات ومواقف الجماهير إلى الإدارة العليا.
ويجب أن تتوافر لديهم القناعة بأن نجاح هذا الجهاز أو الإدارة، في تكوين سمعة طيبة عن الشركة في المجتمع سيكون له مردود الإيجابي، حيث يتوقع أن تقوم هذه المنظمة بتسويق معظم منتجاتها أو خدماتها في المجتمع، ويرى بعض الباحثين أن ما تنفقه المنظمات على عمليات العلاقات العامة يُعدّ بمثابة قسط التأمين الذي يدفع لتحويل لعبة الحظ، أو الصدفة إلى نوع من المهارة، فالعلاقات العامة توظف كمرشد أو دليل لسياسات المنظمة؛ لكي تتفادى أخطار التطورات غير المتوقعة في بحر الظروف الاجتماعية.
