مشكلات عدم وضع العلاقات العامة في مستوى إداري مناسب:
يعتبر المستوى الإداري آلية وظيفتها في المنظمات مقياساً لمدى لمعرفة ما تتمتع به من اهتمام وتقدير وتفهم لطبيعة عملها، والمسؤوليات التي يمكنها القيام بها، بحيث نجد أنه كلما ارتفع هذا المستوى كان دليلاً على مدى تقدير الإدارة العليا للوظيفة وتنقسم المستويات الإدارية إلى ثالثة مستويات الإدارة العليا، وتتكوَّن بصفة عامة من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة ورؤساء القطاعات ومديري العموم، ويهتم هذا المستوى برسم السياسة العامة ووضع الأهداف الكلية وتابعة التنفيذ.
والمستوى الثاني، الإدارة الوسطى وهي بمثابة همزة الوصل بين الإدارة العليا والإدارة المباشرة، حيث تقوم بنقل وترجمة ما تضعه الإدارة العليا من أهداف وسياسات إلى برامج وخطط تفصيلية، وتنقلها إلى الإدارة المباشرة وتتمثل الإدارة الوسطى في المستويات الإدارية التالية للإدارة العليا، فيما عدا المشرفين المباشرين مثل رؤساء الإدارات والأقسام.
والمستوى الثالث، الإدارة المباشرة وهي التي تقع أسفل الهرم الإداري، حيث تعتبر علاقاتها مباشرة مع العمال القائمين بالتنفيذ، وتكون أكثر حاجة للعلم بالنواحي الفنية المتعلقة بالعمل، وتنتمي وحدة العلاقات العامة إلى المستوى الإداري الأوسط الذي يقع على عاتقه مهمة نقل وترجمة تعليمات الإدارة العليا إلى الإدارة المباشرة، ونقل ردود أفعال الإدارة المباشرة وحاجاتها ورغباتها من الإدارة العليا.
ويؤثر التنظيم الإداري على العلاقات العامة من خلال مستويين هما، موقعها الذي تعتمد عليه الإدارة العليا في الهيكل التنظيمي والذي يحدد مستواها وسلطاتها التنظيم على مستوى إدارة العلاقات العامة ذاتها، والذي يحدد النشاطات التي تقوم بها والمسؤولين عنها، والذي يرتبط بالإمكانات المتاحة لها ومستواها في الهيكل التنظيمي.
وتشمل الجوانب التنظيمية في العلاقات العامة على وجود جهاز متخصص للعلاقات العامة، بالتسمية الوظيفية لهذا الجهاز المستوى الإداري له والجهة الإدارية التي يتبعها التنظيم الداخلي لعلاقة أعمال جهاز العلاقات العامة بالأجهزة الأخرى للمنظمة، والاستعانة بالمستشارين والقوى العاملة بجهاز العلاقات العامة، من حيث تناسب عددها مع المهام الموكلة إليها ومستواها التعليمي والتدريب الذي تصل عليه.
وتوجد أربعة أنواع من التنظيم الداخلي للعلاقات العامة، تنظيم العلاقات العامة كعمل فردي للإداريين، وفي هذا التنظيم يوكل نشاط العلاقات العامة لأحد المسؤولين في الجهاز الإداري، وغالباً ما يكون هو المدير التنظيمي للمؤسسة، وفي مثل هذه الحالة تكون نشاطات العلاقات العامة هامشية إن لم تكن نادرة أو منعدمة، وينبع هذا الموقف من سوء فهم الإدارة العليا لإمكانيات العلاقات العامة؛ الأمر الذي يجعلها لا تضعها في مستوى إداري يليق بعملها كجزء من الإدارة الوسطى ودعامة أساسية له.
