مشكلة الجماهير النوعية في العلاقات العامة:
تحتل الجماهير النوعية مكانة مميزة في العلاقات العامة، وهنا العلاقات العامة ليست إلا علاقات بين الجماهير النوعية؛ لأن الجزء الأول من اصطلاحها العلمي مستمد من اصطلاح الجماهير النوعية، وأن الهدف من العلاقات العامة ليس إلا للتنسيق بين الجماهير النوعية المتماسكة مع منظمة معينة، في بيئة تسمح لها بالتوافق والتكييف داخل إطار حياة اجتماعية مشتركة.
وفي دراسة قام بها جون مارستون حول طبيعة العلاقات العامة، عرض من خلالها التعريفات التي أعطاها الباحثون والممارسون لها. ورغم الاختلاف والتفاوت بينهم حول المقصود بالفعل منها، إلا أنهم جميعهم يتفقون حول مدلول الاستنتاج الذي توصلا له، بما يؤكد على أهمية الجماهير النوعية كظاهرة اجتماعية تحتلّ كل اهتمامات الباحثين الممارسين في مجال العلاقات العامة.
ومن تفسير هذه المصطلحات من يرى العلاقات العامة على أنها موقف، أو سلوك أو كلمة مؤثرة تؤثر على الناس، ومنهم من يرى العلاقات العامة على أنها الفن الذي يجعل المنظمة مقبولة بين العاملين والمستهلكين الذين يشترون منها وتبيع إليهم ويعتبر أكثر وضوحاً، فيما يتعلق بأهمية الجماهير النوعية في العلاقات العامة، أيضاً تُعتبر أنها وظيفة الإدارة التي تستهدف تقسسم اتجاهات الجماهير النوعية وتحديد السياسات والإجراءات التي تسير عليها المنظمة.
وأن تاريخ العلاقات العامة، يؤكد على أن الجماهير النوعية هي التي دعت إلى نشأة العلاقات العامة كمجال متخصص ودعمت تطورها ليكتمل بناؤها، بعد أن استكملت الجماهير النوعية ذاتها اجتماعية وكل عناصر قوتها الذاتية واكتسبت بها فعاليتها بين قطاعات المجتمع المعاصر كله.
فأصلول العلاقات العامة، تُعتبر فن وممارسة يجب أن تجد مضمونها داخل إطارها التاريخي والاجتماعي؛ لأن الجماهير النوعية وتقدمها الذاتي وتأثيرها على المجتمع كله، وهي التي أعطت للعلاقات العامة كمجال متخصص والدافع الأساسي للنشأة والتقدم، وأعطتها المفهوم والمضمون والغاية، بحيث يمكن القول أن العلاقات العامة لا يمكن تصورها إلا مرتبطة بالجماهير النوعية التي تقوم عليها.
وعلى الرغم من هذه المكانة الهامة والحيوية التي يحتلها الجماهير النوعية في مجال العلاقات العامة، إلا أنها تُعطي مشكلة حقيقية لها آثارها الواضحة والملموسة، وأثرها على كل أنشطة العلاقات العامة ذاتها، وحدود النتائج التي تعمل إليها.