مقومات الرأي العام:
الجماعة:
بخصائصها وبصفاتها ونوعها وطبيعة أفرادها وجنسياتهم ودينهم وأفكارهم ومبادئهم وأهدافهم ومصالحهم وعاداتهم، تقاليدهم والجو النفسي السائد ونوع القيادة والأوضاع السياسية والاقتصادية والبيئة الجغرافية التي توجد فيها. ويعتقد البعض أن الجماعة يجب أن تشمل المجتمع بوجه عام، حيث أن ما تقصده الجماعة في بحوث الرأي العام العديد من الأفراد الذين تعنيهم مشكلة، أو الموضوع محل المناقشة ويدور بينهم نقاش حول كيفية حلَّها.
والجدير بالذكر أن الجماعة تُشكّل الرأي العام ويتسع حجمها حسب المشكلة موضع النقاش، فقد لا تشمل هذه الجماعة أكثر من مجتمع القرية أو الحي، كما تتسع لتشمل مجتمعاً أكبر وأقل تجانساً، فالرأي العام قد يكون داخل مصنع بين مجموعة العُمّال لمناقشة مشكلة تواجههم تتعلق بالأجور أو ساعات العمل. وقد يكون بالنسبه لشعب إذا تعرّض لأزمة اقتصادية أو انتشار وباء خطير أو حرب.
وعموماً تزداد أهمية الرأي العام مع ازدياد حجم الجماعة أو مع اتساع نطاقها من ناحية، كذلك حسب تركيز قوة الرأي العام من ناحية أخرى.
المشكلة:
الرأي العام لا يوجد إلا عندما يكون هناك موضوع أو مشكلة، فالمشكلة هي التي توجد الاختلاف في وجهات النظر وتثير الرأي العام، فبدونها تتضاءل الحاجة إلى الرأي العام. ويشترط في المشكلة أن تتسم بقدر من الأهمية والحيوية بحيث تدفع الناس إلى مناقشة واتخاذ موقف منها.
وتتفاوت أهمية المشكلة أو المسألة التي يتكوَّن حولها الرأي العام، فهي تكون مسألة فرعية تهم فئة محددة من الناس. وقد تكون مشكلة قومية تمس مصير دولة، أو تكون مسألة دولية تمسّ مصالح عدة شعوب وتتعلَّق المشكله بالدين والأخلاق.
المناقشة:
تعتبر المناقشة العنصر أو المقوّم الثالث من مقومات تكوين الرأي العام. والمناقشة تعني التفاعل الايجابي بين الأفراد، فهي تمثل المشاركة الإيجابية بالنسبة للمشكلة المثارة، فهي تخلق الحركة وتدفع الوعي بأبعاد الموضوع. وتجدر الإشارة إلى أن أفكار والخبرات السابقة تلعب دوراً مهماً في عملية المناقشة، حيث تفترض المناقشة نوعاً من الاختلاف في الرأي يليه الاتفاق وإلقاء وجهات النظر.
كما تفترض وسيلة للتفاهم واللتخاطب بين المتناقشين، فَبدون هذه الوسيلة لا يمكن أن تكون المناقشة مُجدية. وكفالة حرية الأفراد في التفكير وإبداء الآراء المعارضة علانية، دون الخوف من فقدان عضوية الجماعة.