مواصفات الكتابة في العلاقات العامة:
تجمع الدراسات العلمية المتخصصة في العلاقات العامة، على أن الكتابة هي المهارة المهنية الأكثر أهمية للعاملين بالعلاقات العامة، فمع ذلك تؤكد الدراسات على أنها الأضعف ممارسة بين هؤلاء العاملين والأقل اهتماماً بالتدريب عليها في المؤسسات العلمية التعليمية المتخصصة في مجال العلاقات العامة. ولكي نصل إلى تحديد قاطع في المواصفات الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في كتابتها، ينبغي أن تبدأ بالإجابة على سؤال هام وهو، هل الكتابة في العلاقات العامة كتابة حرة أم ابتكارية أو وظيفية؟
وتُعتبر الكتابة الحرة أسهل أنواع الكتابة التي يمارسها الناس بصفة عامة، لكن الهدف الأساسي في الكتابة الحرة هو تنظيم الأفكار بطريقة منطقية ومقبولة، ولعل من أهم الأشكال والفنون المعبرة عن هذا النوع من الكتابة الأعمدة الصحفية التي يكتبها كبار الصحفين، فهم يكتبون في أي موضوع، فقد يكون هذا الموضوع مشكلة صحية، تعليمية، رياضية ولا يحتاج إلا أن يرتبوا أفكارهم وتنظيم نقاط الموضوع بطريقة مفهومه وسهلة بالنسبة للقارئ.
وإن الكتابة الحرة قد تكون تعبيراً عن موضوع معين في زمن محدد، فقد تكون ممثلة في كتابة المسودات السريعة المعبرة عن الأفكار معينة أو خواطر معينة، حيث يروي أصحابها ضرورة تسجيلها لحين التفرغ الكامل لها، وهي لا تحتاج من الكاتب أن يفكر طويلاً أو ببعض ما كتب ويراعي الأخطاء اللغوية، فهي كتابة غير رسمية ولا تتطلب أن يقرؤها أحد غير كاتبها.
وإن هذا النوع من الكتابة لا يحتاج منه إلى تعريف محدد، لأنها لا تهم أحد غيرك، ويستثنى من ذلك كتابة الأعمدة الصحفية التي تغني بعض أوجه الشبه مع هذه الكتابة الحرة، لكنها بالتأكييد تختلف عنها في المضمون أو الأعداد والتنظيم والترتيب ولها قواعد المتعارف عليه بين الصحفين ولقد استخدمناها هنا كمثال لوجود أوجه الشبه.
ولكننا لا نستطيع أن نطلق عليها كتابة حرة بمفهومها المطلق كما تعرف بأنها كتابة حرة بمفهومها الخاص، الذي يحمل بعض أوجه الشبه مع الكتابة الحرة بالمفهوم المطلق، وعدا ذلك فهي فن ناضج من الفنون الصحفية المتعارف عليها والتي لها قواعد وقوالب فنية معينة مخصصة لها.