نظرية التدعيم في الإعلام:
حيث يقصد بها النظرية التي تركز على عدم وجود علاقة مباشرة ما بين الأساليب العنيفة، والتي يتم تقديمها عبر الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها وما بين السلوكيات العدوانية والتي تكون من قبل الجماهير المستهدفة. وبالتالي فإنَّ هذه النظرية تعود أصولها إلى أحد العاملين في صناعة الشبكات التلفزيونية جوزيف كلابر، حيث يتعبر من أحد صنّاع شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي اس، حيث عمل على تحليل المواد الإعلامية والتي تلعب دور في التأثير على الأشخاص الذي يمتلكون سلوكيات عدوانية، حيث تم تطبيق هذه النظرية على وسيلة التلفزيون.
كما أنه قد تم تحليل الآثار المتحققة من المحتويات العنيفة والتي تقدمها الوسائل الإعلامية، كما تم الاعتماد على العوامل التي تؤثر في الاتصال الجماهيري، وذلك من أجل قياس السلوكيات الإنسانية، بالإضافة إلى أنَّ فئة الأطفال تكون استجابتهم للمحتويات الإعلامية وللمشاهد العنيفة بشكل مختلف أي تختلف من طفل إلى آخر.
حيث تعتبر المحتويات والموضوعات التي تقوم وسيلة التلفزيون بتقديمها من أكثر تأثير وقوة على الجمهور المستهدف، وذلك وفقاً لاختلاف الظروف، كما تقوم الوسائل الإعلامية في دعم الظروف والمحتويات الموجودة بالفعل، وهو ما يساهم في ظهور مجموعة من النتائج التي تأثرت بالمتغيرات الإعلامية المتنوعة.
وبالتالي لا بُدّ من التأكيد على أنَّه لا بد من قياس وتحديد التأثيرات والمتغيرات التي تنتج عن الوسائل الإعلامية، بحيث تكون وفقاً لمجموعة من الظروف أو المواقف أو المناخ الاجتماعي، بالإضافة إلى الظروف الشخصية والتي تلعب دور في تغيير المحتويات الإعلامية، كما أشار علماء الإعلام والاتصال إلى أنَّ نظرية التدعيم في الإعلام تساهم في التعرف على كافة الاتجاهات العنيفة والتي تظهر نتيجةلمشاهد العنف والعدوانية في الوسائل الإعلامية.
ولا بُدّ من التركيز على أنَّ هنالك علاقة وثيقة تربط ما بين كثافة التعرّض للوسيلة الإعلامية من قبل الجمهور وما بين تنمية هذه المفاهيم العنيفة، والتي نتجت من البيئة المحيطة، حيث تعتبر المناطق التي ترتفع فيها جرائم العنف، تكون نسب المشاهدة للأعمال العنيفة أكثر من المناطق التي لا توجد فيها نسب عالية من الجرائم العنيفة.
وكذلك لا بُدّ من الوقوف على العوامل التي تلعب دور في تدعيم المحتويات الإعلامية منها: الأدوار الاجتماعية، تأثير الأسرة والأصدقاء، القيم والمبادئ الثقافية، والسمات والخصائص الشخصية.
