متطلبات الكتابة للإذاعة

اقرأ في هذا المقال


على الكاتب معرفة طبيعة وخواص الوسيلة التي سيكتب لها سواء كانت سينما، راديو، مسرح، تلفزيون أو صحيفة، فإنَّ معرفته تُمكّنه من الاستفادة من كافة الإمكانيات المتوافرة في الوسيلة، بالإضافة إلى معرفة القيود والحدود التي ينبغي أن يعمل في إطارها حيث لا يُمكننا تجاهلها أو تجاوزها.
وإنَّ الوسيلة العمياء تلعب دوراً في خلق مسرحاً خياليّاً للمستمع، فهو يتجاوز الآراء والمعارف المختزنة من صور ومرئيات، أمّا ما يخص العمل الأدبي فقد يكون مفهوماً ومعبّراً ككلمات مكتوبة، بينما يبدو غير ذلك إذا ما نُقلَ منطوقاً عبر الميكرفون دون إعداد خاص.

عناصر الإذاعة المسموعة:

هي الوسيلة الوحيدة غير المرئية بين جميع وسائل الاتصال، فالإذاعة المسموعة ليست إلا مجموعة من الأصوات. وتتكوّن اللوحة الإذاعية من مجموعة من الأصوات هي:

  1. الصوت البشري أو الكلمة المنقوطة: وهي الأصوات التي يُمكن أن تخضع للتعديل والتلوين، سواء طبيعياً أو آلياً.
  2. صوت الأشياء: والتي يقصد بها الصوت المميّز لحركة الأشياء كما هي في واقعنا، مثل: أصوات الشارع، الأماكن، الأمواج، الأمطار والمعارك وغيرها من الأصوات. وهي التي يُطلق عليها في الوسيلة السموعة المؤثرات الصوتية والتي يمكن الحصول عليها من واقع الحياة، حيث يتم تسجيلها على أشرطة كما يُمكننا صناعتها يدوياً كأن ندق باباً مثلاً.
  3. الموسيقى: ويقصد بها الأصوات التي يتم استنتاجها من الآلات الخاصة. ويشترط استخدامها تبعاً من قواعد وأصول معينة حيث تتكوّن هذه الأصوات في شكل أنغام وإيقاعات خاصة.
  4. الصمت: ويقصد به العنصر الرابع الذي يرى أنّه موجود ضمن اللوحة الإذاعية، حيث لا يمكن إغفاله؛ لأنّه يقوم بوظيفة الفواصل بين الكلمات، الجمل والعبارات. ويُمكن استخدامه أيضاً لإحداث تأثيراً معين في حالات معينة.

وعليه فإنَّ هذه الأصوات لا يُمكن استخدامها بشكل عشوائي. وليست مجرّدة كمجموعة عشوائية من الضجيج والتي تلعب في إحداث تأثيراَ عقلياً وعاطفياً معيّن، ففي كتابة فن الراديو تكون تجربة الاستماع غير المرئية للإذاعة الصوتية، يُمكن أن تقدّم من خلال الخيال صوراُ أكثر إتقاناً وحيوياً من تلك التي يُمكن أن تقدمها الوسائل المرئية الأخرى.
وفي النهاية إنَّ البرامج الأكثر نجاحاً في الراديو هي التي تفتح مجالاً واسعاً لخيال المستمع، التي تُساهم في جعل المستمع يخلق في ذهنه صورة المشهد الذي حاول الكاتب تصويره.


شارك المقالة: