تنوعت واختلفت الأمور التي ينبغي على الملقى الإعلامي أن يتبعها في عملية الإلقاء الإعلامي بشكل عام، والإلقاء الإذاعي بشكل خاص وهذا حتى يصل إلى ذروة النجاح فيها فلا بُدَّ له أن يأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، وهي عبارة عن بعض من النقاط أو المقومات التي تكسب الفرد الإعلامي الملقى المهارة وتوصل به إلى طريق النجاح، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهم المقومات الخاصة بعملية الإلقاء الإعلامي والإذاعي الجيد.
مقومات الإلقاء الإعلامي والإذاعي الناجح
تتوفر الكثير من المقومات التي تصل بعملية الإلقاء الإعلامي والإذاعي بشكل خاص إلى طريق النجاح، حيث قام بوضع هذه المقومات العديد من الباحثين والدارسين والمتخصصين في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي، وعلى النحو الآتي نقوم بذكر اهم مقومات الإلقاء الإعلامي بشكل عام:
- من مقومات الإلقاء الجيد والناجح هو توافر عنصر الحيوية فيه، حيث أنَّ الملقى الجيد يتصف في إلقائه بطابع من الحيوية، كما وأنَّ أسلوبه الإلقائي ينبض بالحماس أيضاً، وأنَّه يؤثر بشكلٍ أو بآخر على أذهان وعقول ووقع المستمعين من الجماهير المتلقية، كما ويعمل الإلقاء الناجح على إغلاق كافة المنافذ أمام مساحة التي بدورها تعمل على التسلل الشرود والأعراض عن هذه الرسالة الإعلامية التي يقوم الملقي على إلقائها إليهم فهو يعمل بشكل أو بآخر على جذب اهتمامهم وهذا من خلال عنصر الحيوية و الحماس والنشاط.
فعن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: كان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول: أنا والساعة كهاتين، يقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد؛ فإنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدْي هدى محمد، وشرِّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ظلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله ومن تلك ديناً أو ضياعاً فإليَّ وعليَّ”.
- ثانياً توظيف الصوت بشكل عام: حيث أنَّ عنصر الصوت من المفترض على الفرد الإعلامي الملقى للرسائل الإعلامية الموقف الإعلامي منه وتبعاً للموضوع الذي يقوم بإلقائه إلى الجماهير المتلقى.
من المفترض على المُلقي الإعلامي أن يكون شديد الحرص على أن يكون الصوت الخاص به ذو دلالة على كافة المعاني والكلمات التي ينطق بها، كما ومن المفترض أن يكون صوته أيضاً متناسق مع المضامين التي ينقلها إلى الجماهير المتلقية، ومن هنا تختلف نبرة الصوت لدى الملقي الجيد، وهذا تبعاً للمواضع التي يستخدمها فمرة صوت تعجبي، ومرة أخرى يدل على الترهيب، حيث انه من المفترض عليه أن يتفنن في كافة الطبقات الصوتية التي يمتلكها تبعا لما يقوم بإلقائه على المتلقين.
ومن الأمور التي تصل بالملقي إلى أن يصبح إلقاؤه جيداً وناجحاً، بأن يتبع البعض من الأمور وهي على النحو الآتي:
- أولا: أن يبدأ الملقى بالمقدمة للموضوع بشكل هادئ ومتمهل وغير سريع بتاتاً.
- ثانياً: ثم يتجه إلى أنَّ يأخذ صوته في الارتفاع بشكل تدريجي، وأن لا يقوم بإصدار صوته مرة واحدة وبدرجة واحدة؛ وهذا لأنَّ إصدار الصوت بدرجة واحدة يؤدي بالمتلقين إلى الأعراض تماماً عن الرسالة الإعلامية التي يقوم الملقى بنقلها إليهم بغض النظر عن أهميتها بالنسبة لهم.
- ثالثاً: يتلاعب الملقى بالقوة الصوتية؛ أي يعمل على التنويع في الدرجات الصوتية الخاصة به، حيث أنَّ التلوين بالدرجات الصوتية يعمل على جذب انتباه المتلقى بشكل أو بآخر إلى الرسالة الإعلامية التي يقوم الملقى على إلقائها عليهم، وكذلك أن لا يبقَ على وتيرة واحدة من الشدة أو حتى الارتفاع والسرعة أو البطؤ، وإنما ينبغي عليه أن يتوسط فيما بينهما حيث أنَّ البقاء على درجة صوتية واحدة يؤدي في نهاية الأمر إلى فقدان الحيوية والقوه وبالتالي يجعله أكثر تعرضا للتكلف والتعب في عملية الإلقاء.
ويجب التنويه إلى أنَّ عملية الإلقاء بصوت رائع تعود إمَّا لسببين؛ الأول هو وجود صوته بشكل فطري أي لا يتطلب من الفرد التدرب عليه، والآخر هو التدرب على الصوت لكي يصبح صوته مؤثرا بالجماهير المتلقية ووصولها إليهم على النحو المنشود.
إذاً يظهر مما سبق ذكره آنفا أنَّ هنالك مقومين رئيسيين يعملان في نهاية العملية الإعلامية إذا تم أخذهما بعين الاعتبار من قبل المرسل للرسائل الإعلامية إلى المتلقى بالوصول إلى النجاح فيها، وهما مقوِّم الصوت و ومقوِّم الحيوية والنشاط في نفس الملقى،