مفهوم نظرية الآليات الانتقائية:
تعتبر نظرية الآليات الانتقائية من أهم النظريات الإعلامية والتي تركز على المفاهيم المحدودة، والتي بدورها تؤثر بشكل محدود على الآليات التي يتم استعمالها في الوسائل الإعلامية الجماهيرية، وهو ما يساهم في التأثير على القرارات والسلوكيات الفردية، كما تزعم هذه النظرية إلى الاستجابة التي يتم تحديدها من قبل الجمهور المتلقي، وذلك حيال الموضوعات والرسائل الإعلامية المعروضة.
وبالتالي فإنَّ الاستجابة في نظرية الآليات الانتقائية لا تكون متشابهة مع النظريات البيولوجية والميكانيكية؛ وذلك باعتبارها قادرة على استحضار واستنباط وتقديم الحجج والبراهين حيال المحتويات الصحفية، كما تسعى إلى تقديم الجهود التجريبية بالإضافة إلى الأفكار الصحفية التي تؤكد على الاختلافات، والتي لا بُدَّ منها في بناء المحتويات الصحفية ذات المستويات الاجتماعية والنفسية.
كما تؤكد نظرية الاتجاه الانتقائي على المنبهات الخارجية والتي بدورها تساهم في تحديد الآليات الفطرية والنفسية المتشابهة أو المشتركة ما بين الجمهور المتلقي، بالإضافة إلى قدرتها على تحديد طبيعة الاستجابة وكيفية استجابتها من قبل الجمهور، وذلك فيما يخص المنبهات الخارجية.
وعليه فإنَّ نظرية الآلية الانتقائية تستقطب مجموعة من الأطر العامة، والتي تسعى إلى تحديد مفهوم واضح للعمليات الانتقائية: وذلك على اعتبار أنَّ هذه العمليات بمثابة نقطة محورية تركز على أنماط التعرض للرسائل الإعلامية، والتي بدورها تؤكد على درجات ومستويات المتابعة من قبل الجمهور المتلقي؛ بحيث يكون ذلك وفقاً لإرادتهم الواعية وقراراتهم الانتقائية المناسبة.
عناصر نظرية الآليات الانتقائية:
إطار الاختلافات ما بين الأفراد:
حيث يقصد به العنصر الذي يسعى إلى تحديد الاختلافات والفروقات التي تكمن ما بين نظرية العمليات الانتقائية وما بين النظرية الميكانيكية البيولوجية، حيث تسعى إلى تحديد العناصر المشتركة والتي تكمن في أهمية كل من هذه النظريات، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هؤلاء النظريات يسعون إلى إطلاق المقومات والتصرفات النفسية التي يقوم بها الجمهور المتلقي، وذلك فيما يخص طبيعة الاستجابة للمنبهات الخارجية والرسائل الإعلامية.
أما فيما يخص الاختلافات، فهي تظهر في درجة التأثير للاستجابة والاستعدادات النفسية والفكرية حيال النشاطات الصحفية المقدمة، كما تسعى إلى إبراز العديد من الأشكال والنماذج السلوكية والتصرفات، بحيث تسعى هذه التصرفات إلى إحداث مجموعة من المواقف المتعلقة بأحداث الظواهر الصحفية المحددة.
الآليات الانتقائية:
حيث يقصد بها العنصر الذي يؤكد على الاختلافات المتعلقة في البناء النفسي للجمهور الإعلامي، وخاصة الذي يتم اكتسابها في مرحلة الاستجابة للمنبهات والمحتويات الصحفية، فلقد أكد علماء الاتصال على أنَّ هذه الاختلافات قد يتم توجيهها بشكل مناسب وانتقائي؛ وذلك من أجل تحديد أساليب ووسائل التعرف في الوسيلة الإعلامية، كما تنقسم الآليات الانتقائية إلى مجموعة من الآليات منها:
آليات التعرض الانتقائي:
حيث يقصد بها الآليات التي يتم من خلالها تحديد المستويات الواعية وغير الواعية، والتي يتعرض لها الجمهور الإعلامي حيال المحتويات الإعلامية؛ بحيث يتم هذا التعرض بطريقة انتقائية مع أهمية انسجامها وتوافقها مع المواقف والمصالح الصحفية المتنوعة، بالإضافة إلى ذلك فإن الجمهور الإعلامي ومن خلال التعرض الانتقائي يسعى إلى تحديد المواقف الحضارية والسياسية التي تقدمها الرسائل الإعلامية، كما تعتبر المحتويات الإعلامية المقدمة عبر المحطات الإذاعية أو الصحفية من أكثر الوسائل تعرض.
آليات الاهتمام الانتقائي:
حيث يقصد بها نوع من أهم الأنواع التي تشتمل عليها نظرية الآليات الانتقائية، بحيث تؤكد على أنَّها مرتبطة بالمداخل النفسية والتي بدورها تساهم في التحكم في سلوكيات الافراد واهتماماتهم الانتقائية، كما تسعى هذه الآليات إلى تحديد الشخصيات والجماهير الإعلامية، ومن ثمَّ العمل على ضمها ضمنا سلسلة من الانعكاسات التجارية المادية والروحية، بالإضافة إلى أنها تسعى إلى تحديد الاحتياجات الشخصية والاجتماعية للجمهور الانتقائي، بحيث تؤكد على أنَّ المداخل النفسية لها دور كبير في التأثير على عملية تحديد الاحتياجات الشخصية والاجتماعية للجمهور الانتقائي.
كما تركز هذه الآليات على الاهتمامات التي تقدمها الرسائل الإعلامية، والتي بدورها تسعى إلى تحديد الأخبار النوعية والمتخصصة من مثل الأخبار المتعلقة بالمجالات الرياضية أو الأخبار سياسية، سواء كانت داخلية أو خارجية أو أخبار اقتصادية أو أخبار اجتماعية أو أخبار مرتبطة بالمجالات والظواهر الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ هذه الآليات تعتبر من الآليات ذات الاهتمام القليل؛ وذلك بسبب ارتباطها بالأهمية والوظائف الإعلامية المحددة، كما تسعى إلى تحديد الإطار المعرفي القيمي، بالإضافة إلى تأثيرها على المصلحة التي تقدمها الوسيلة الإعلامية.