التوقعات العظيمة أو آمال كبيرة: هي الرواية الثالثة عشرة التي كتبها تشارلز ديكنز وروايته المكتملة قبل الأخيرة ، والتي تصور تعليم اليتيم الملقب بيب وهي رواية ديكنز الثانية، بعد ديفيد كوبرفيلد التي سيتم سردها بالكامل في الشخص الأول، الرواية تدور أحداثها في كينت ولندن في أوائل ومنتصف القرن التاسع عشر.
وتحتوي على بعض المشاهد الأكثر شهرة لديكنز بدءًا من مقبرة حيث يقبع الشاب الصغير ويلتقي بمجرم هارب وهو هابيل ماجويتش. تمتلئ “التوقعات العظيمة” بالصور المتطرفة مثل الفقر،السفن السجون والسلاسل، ولديها مجموعة من الشخصيات التي دخلت الثقافة الشعبية.
وتشمل هذه الشخصيات، السيدة هافيشام غريبة الأطوار، وإستيلا الجميلة ولكن الباردة، وجو، الحداد غير المتطور واللطيف. تشمل مواضيع ديكنز الثروة والفقر، والحب والرفض، وانتصار الخير على الشر في نهاية المطاف.
شخصيات الرواية:
- بيب.
- أخت بيب.
- جو غارغيري.
- الآنسة هافيشام.
- إستيلا.
- دولج أورليك.
- جاغرز.
- هربرت بوكيت.
- أبيل ماجويتش.
قصة بيب والمجرم الهارب :
عشية عيد الميلاد يقابل بيب، وهو يتيم يبلغ من العمر حوالي سبع سنوات بشكل غير متوقع سجينًا هاربًا في باحة كنيسة القرية أثناء زيارته لمقابر والديه وإخوته، يهدد السجين بيب ويطلب منه سرقة الطعام والأدوات الطبية فيذهب بيب لبيت شقيقة الكبرى التي كان يعيش معها لتوفير طلبات السجين خوفاً من تهديداته.
كانت أخته إنسانة خبيثة ومتسلطه يخاف منها بيب كثيراً وهي متزوجة من جو غارغيري وهو حداد، وخلال عشاء عيد الميلاد في ذلك المساء لاحظت أخت بيب نقصاً في الطعام فأخبرت زوجها بأنّ أحداً دخل البيت وسرق طعامهم، وفي هذه اللحظة، يصل مجموعة من الجنود ويطلبون من جو مرافقتهم من أجل إصلاح بعض الأغلال، فيطلب بيب من جو أن يذهب معه فيسمح له بذلك وهناك عند الوصول إلى مركز الشرطة يقابل بيب السجين الهارب.
يصمت بيب ولا يتحدث بما جرى بينه وبين السجين ويكتشف أنّه تم القبض عليه هو ومجرم آخر، يعترف السجين بسرقة الطعام من بيت الحداد جو، عندها يشعر بيب بالراحة لأنّه تخلص من الشبهات وتهمة السرقة ويعود مع زوج أخته جو الى المنزل سعيداً .
تمر بضع سنوات، وفي يوم يصطحب جو بيب الى منزل ساتيس القديم، وهو بيت الآنسة هافيشام وهي عانس، ثرية ومنعزلة حيث تم هجرها يوم زواجها ولا تزال ترتدي فستان زفافها القديم في كل مكان تذهب اليه، عند دخول بيب بيتها يقع في حب ابنتها بالتبني استيلا.
يكتشف بيب أنّ إستيلا فتاة منعزلة ولا تبادله الحب وهذا ما كانت تشجعه الآنسة هافيشام لعدم رغبتها في نشوءعلاقة بينهما، تمر الأيام ويبقى بيب يتردد على زيارة بيت الآنسة هافيشام بانتظام حتى يبلغ من العمر ما يكفي لتعلم التجارة وفي الزيارة الأخيرة، جو يرافق بيب الى هناك فتقوم السيدة هافيشام بإعطاء المال لبيب لكي يكون حدادًا متدربًا لدى جو.
يعمل بيب فترة بالحدادة مع زوج أخته جو مع مساعد آخر اسمه دولج أورليك، وهو شخص عابس يحسد بيب ويكره السيد جو، وفي أحد الأيام عندما غادر بيب وجو بعيداً عن المنزل تتعرض زوجة جو لهجومٍ وحشيٍ ممّا يجعلها غير قادرة على التحدث، حيث يعتبر بيب وجو أنّ أورليك أول مشتبه به بالهجوم على السيدة جو.
يعتني بيب بأخته ويطلب من إحدى الفتيات التي يعرفها من المدرسة أن تساعد أخته في غيابهم أثناء العمل، بعد ذلك تتغير السيدة جو وتصبح عطوفة القلب بعد الهجوم وبعد رؤيتها اهتمام بيب بها.
وبعد أربع سنوات من التدريب المهني في الحدادة لبيب، يتفاجأ يوماً بوصول السيد جاغرز وهو محامي ليخبره بأنّه حصل على أموال من متبرع مجهول، ممّا يسمح له بأن يكمل دراسته ويصبح رجل أعمال ناجح، بعد ذلك يغادر بيب إلى لندن، معتقداً أنّ الآنسة هافيشام هي المتبرعة ويقرر في نفسه أنّ أول شخص سيزوره بعد إكمال دراسته هي الآنسة هافيشام.
في لندن أستأجر بيب منزلًا في بارناردز إنّ مع هربرت بوكيت، ابن معلمه ماثيو بوكيت وهو ابن عم الآنسة هافيشام. وبعد قضائهما الوقت معاً أدرك هربرت وبيب أنّهما التقيا سابقًا في ساتيس هاوس، ثمّ يتبادلون الحديث والأخبار فيخبر هاربرت بيب كيف تم الاحتيال على الآنسة هافيشام وهجرها من خطيبها.
بعد فترة من الزمن يقضي كل من هربرت وبيب حياة صاخبة ينفقون الأموال على إقامة الحفلات والرحلات واستقبال الأصدقاء وإقامة الولائم فتتراكم عليهم الديون، وفي أحد الأيام تموت السيدة جو أخت بيب ويعود بيب إلى قريته لحضور الجنازة وهو يشعر بتأنيب الضمير لأنّه منذ أن غادر لم يعد يوماً للإطمئنان على شقيقته.
بعد إقامة الجنازة يقابل بيب في ساحة الكنيسة شخصاً يقترب منه ويخبره أنّه أبيل ماجويتش المجرم الذي قابله في طفولته وهوالشخص الذي تبرع له بالمال سابقاً، وليست الآنسة هافيشام كما كان يعتقد، ثمّ يخبره أنّه تم نقله إلى نيو ساوث ويلز بعد أسره. ولقد أصبح ثريًا بعد أن نال حريته هناك لكنّه لا يستطيع العودة إلى إنجلترا لأنّه سيتم القبض عليه مجدداً.
ومع ذلك، عاد ليراه لأنّه كان الدافع وراء كل نجاحاته حيث أنّه عمل على جمع المال من أجل توفير حياة جميلة لبيب وذلك لأنّه تأثر بطفولته الرقيقة ومساعدته له، بعد معرفة بيب لهذا أصيب بالصدمة وتوقف عن أخذ أموال ماجويتش ومع ذلك قررهو وهربرت بوكيت وضع خطة لتهروب ماجويتش من إنجلترا.
قبل تهريبه من لندن يشرح ماجويتش ماحدث في السابق بينه وبين بيب، ويكشف له أنّ المجرم الآخر الذي شاهده معه في قسم الشرطة عندما تم القبض عليهما هوالذي هجرالآنسة هافيشام لذلك نشأ بينهما معركة في محاولة منه لمعاقبة هذا الشخص على فعلته، ثمّ يخبره بمفاجأة أخرى أنّ إستيلا هي ابنته.
بعد مغادرة ماجويش إنجلترا، يشعر بيب بالصدمة لأنّه كان يأخذ ماله من مجرم هارب ثمّ أنّه يحزنه ذلك ولكنّه يقرر العودة الى ستاتس هاوس لزيارة إيستيلا ويعلن حبه لها ثمّ يتزوجان وبعد فترة تموت الآنسة هافيشام وتتحول جميع أموالها لإستيلا.