أبو فراس الحمداني

اقرأ في هذا المقال


من هو أبو فراس الحمداني؟

هو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي، ولد في سنة “320” للهجرة في الموصل، وهو ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة الحمداني أمير من أمراء حلب، عاصر المتنبي، كما أنّه كان قد أُسر في إحدى معاركه مع الروم.

يُعدّ أبو فراس الحمداني من أهم شعراء العصر العباسي وهو قائداً عسكرياً للدولة الحمدانية وأميراً عربياً، عاش أبو فراس الحمداني في رعاية عمه سيف الدولة بعد وفاة والده، حيث أصبح شاباً فارساً وشاعراً، إلى جانب ذلك فقد ولاهُ سيف الدولة على أحد الإمارات فاحسن حكمها.

ألف أبو فراس الحمداني معظم قصائده في سجن الروم، حيث كانت جميع قصائده تُعبّر عن معاناته، وقد اشتهر بقصيدته آراك عصي الدمع وهذه القصيدة كتبها لابن عمه سيف الدولة الحمداني؛ لأنه تأخر في افتدائه من أسرى الروم، وقد اشتهر بالشجاعة والمقاومة للأعداء، كما أنّه كان قائداً عسكرياً وشاعراً بارعاً.

صفات أبو فراس الحمداني:

  • اشتهر بالعفة ونقاء النفس.
  • قائلاً للحق.
  • حافظ للسر.
  • فارساً.
  • يتحلى بالأخلاق الحميدة.
  • الصبر الشديد.

حكم أبو فراس الحمداني:

أروع الحكم التي قالها أبو فراس الحمداني:

  • وماليَ لا أثني عليكَ وطالما وفيتَ بعهدي والوفاءُ قليلُ.
  • وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب.
  • وما حاجتي بالمال أبغي وفوره إن لم أفر عرضي فلا وفر الوفر.
  • إذا كان موتي بقتل الجفون فقتل السيوف إذا أروح.
  • إن الأسود أسود الغاب همتها يوم الكريهة في المسلوب لا السلب.
  • عليّ طلاب العز من مستقره ولا ذنب لي إن جاورتني المطالب.
  • ومن مذهبي حب الديار لأهلها وللناس فيما يعشقون مذاهب.
  • أيضحك مأسور وتبكي طليقة ويسكت محزون ويندب سال.

أغراض أبو فراس الحمداني الشعرية:

تُعدّ أشعار أبو فراس الحمداني في الروميات من أفضل الأشعار؛ وذلك لأنّها تُعبّر عن الرقة وصدق العاطفة والشوق والحنين، بعيدةً عن التصنُّع والتكلف، ومن أهم أغراضه الشعرية:

  • الرثاء: فقد كان معظم رثائه لأمه، وأيضاً رثاء أخته وابن أخيه وعمه وأخت سيف الدولة الحمداني، فقد قال:

أيا أمَّ الأسيرِ سقاكِ غيثٌ
بكُرْهٍ مِنْكِ مَا لَقِيَ الأسِيرُ

أيا أمَّ الأسيرِ سقاكِ غيثٌ
إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ

إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ
فمنْ يدعو لهُ أو يستجيرُ

  • العتاب: اختص شعر أبو فراس الحمداني بالعتاب، حيث كان يعاتب ابن عمه سيف الدولة الحمداني ويصف له عن معاناته وتأخيره في افتدائه، حيث قال:

أيا عاتبًا لا أحمل الدهر عتبه
علي ولا عندي لأنْعُمه جحدُ

سأسكت إجلالًا لعلمك أنني
إذا لم تكن خصمي لي الحجج اللدُ

  • الفخر الذاتي: حيث كانت أكثر دواوين أبو فراس الحمداني عن الفخر والاعتزاز، كما أنّ قصائده في الفخر كانت تغلب على كل قصائده وذلك نظراً لوجود العديد من الدوافع عنده، ومنها هذه الدوافع:
  1. الشجاعة والفروسية حيث قال:

ولا فَرسي مُهر، ولا ربّهُ غَمْرُ

ولكن إذا حَمّ القضاءُ على امرئ

فليسَ له بَرٌّ يقيهِ، ولا بَحرُ

وقالَ أُصّيحابي: الِفرار أو الرّدى؟

فقلتُ: هما أمرانِ أحلاهُما مرُّ

ولَكنني أمضي، لِما لا يُعيبُني

وحَسْبك من أمرينِ خيرهُما الأسرُ
2. ذكاءه وثقافة.

3. لكونه كان من قبيلة تغلب: كان أبو فراس الحمداني يفتخر بقبيلته، حيث قال فيها أجمل القصائد، ومنها:

فإن تمضي أشياخي فلم يمضِ مجدها

ولا دثرت تلك العلى والمآثرُ

نُشيدُ كما شادوا ونَبني كما بنوا

لنا شرفٌ ماضٍ وآخر حاضرُ

ففينا لدين الله عزٌ ومَنعةٌ

وفينا لدين الله سيفٌ وناصرُ

أشهر قصائد أبو فراس الحمداني:

قائمة لبعض قصائد أبو فراس الحمداني، ومنها:

  • آراك عصي الدمع شيمتك الصبر.
  • لأبكي للفراق.
  • يا حسرة ما أكاد أحملها.
  • يا سيدي.
  • كأنما تساقط الثلج.
  • من مبلغ القدماء.

نماذج من قصائد أبو فراس الحمداني:

قد امتازت قصائده بسهولة الألفاظ ورقة المشاعر وعذوبة المعاني، ومن أشهر الأبيات الشعرية التي قالها:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟

نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ
ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ

إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَــهُ
إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطـرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَــةٌ
وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

وقال أيضاً عن الصبر:

صبورٌ ولو لم تبق منّي بقيّةٌ
قؤولٌ ولو أنّ السيوفَ جوابُ

وقال عن الود:

خالصَ الودِ صادقَ الوعدِ، أُنسي
في حضوري محافظٌ في مَغيبي

وقال أيضاً عن حفظ السر:

يا قوم إني امرؤٌ كتومٌ
تصحبني مُقلةُ نُمومِ

وفاة أبو فراس الحمداني:

توفي أبو فراس الحمداني سنة “357” للهجرة بعد خروجه من سجن الروم بسنةٍ واحدة ، حيث توفي في عام ” 357″ للهجرة وهو في السابعة والثمانين من عمره، وقد مات في ميدان المعركة فسقط قتيلاً.



شارك المقالة: