ظهر الصعاليك في المجتمع الجاهلي نتيجة التقاليد القاسية والأحكام الجائرة التي دفعتهم للتمرد ورفضوا الواقع وحملوا السلاح محاولين الإصلاح وإعادة التوازن للقبيلة.
فئات الصعاليك في الشعر الجاهلي
1- الخلعاء: هم الذين طردتهم القبيلة نتيجة أفعالهم التي تخالف التقاليد في ذلك الوقت ومن هؤلاء حاجز الأزدي، وقيس بن الحدَّادية وغيرهم.
2- أبناء الحبشيات الذين يمتلكون بشرة سوداء حيث تخلى عنهم آبائهم ولم يعترفوا بنسبهم لهم واعتبروهم عار ومن هؤلاء تأبط شرًا والشنفرى وغيرهم.
3- أشخاص اتبعوا الصعاليك فهم ليسوا خُلعاء وقد يكونوا أفرادًا وقد يكونوا قبيلة كاملة.
أخلاق الصعاليك وخصائصهم
1- الفقر والجوع: كان الفقر طاغي على حياتهم وربما كان هو السبب الرئيسي لديهم ليتوجهوا إلى الصعلكة ويقطعون الطرق ومن هؤلاء عروة بن الورد ورغم مكانته بينهم إلا أنه كان فقيرًا ووصف هذا الحال مرارًا في مقطوعاته ومما خطه فيه:
دعيني للغنى أسعى فإني
رأيتُ الناس شرهم الفقير
2- التمرد على الواقع الاجتماعي والتنحي عن القبيلة: رفض الصعاليك الأعراف الجائرة والأحكام المستبدة وتركوا حياة قبائلهم وتوجهوا إلى الصحراء وكانوا يفضلون العيش مع الذئاب والحيوانات المفترسة على حياتهم مع قبائلهم ومما خطه الشنفرى في هذا:
ولي دونكم أهلون سيد عملس
وأرقط زهلول وعرفاء جيأل
3- التباهي بالشجاعة والعدو السريع: اتصف الصعاليك بالشجاعة لا يخافون الموت حيث تميزوا بالجري السريع الذي ساعدهم في المطاردة، وكان يضرب المثل في سرعتهم ومما ورد في الشعر الجاهلي من تباهي الصعاليك بصفاتهم ما خطه عروة بن الورد حيث أشد:
مُطلًّا عَلى أَعْدَائِهِ يَزجُرُونَهُ
بساحتِهِمْ زجرَ المنيحِ المُشَهَّرِ
4- تحمل الصعاب والتنحي عن الذل والإهانة: من أبرز أخلاق الصعاليك عزة النفس ورفض الذل والإهانة وكانوا يفضلون الحاجة والجوع على الذل ويصف أبو خراش الهذلي هذا منشدًا:
وأغتبق الماء القراح فأنتهي
إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم
5- الإيثار والكرم: كان الصعاليك يؤثرون الناس على ذاتهم ويساعد من الفقراء وتميز صعاليك ذلك الوقت بأنهم كانوا يلبسون النجلاء من الأغنياء ويساعدون الفقراء ويفتخر أحد الصعاليك بهذا العمل وينشد:
وعيابة للجود لم تدر أنني
بإنهاب مال الباخلين موكل
