ورد في نصوص العهد الآشوري الحديث استعمال الخشب والجلود والبردي لأغراض الكتابة. ولمّا كانت هذة المواد عُرضة للتلف لذلك لم يعثر على شيئ منها، ومن المعلوم أنّ الكتابة على الخشب تكون بواسطة الحفر وأداته معلومة هي“المنقار”
ماهو المنقار:
هو قلم من الحديد يُشبه منقار الطير ولذلك سُمَّي باسمه، له مقبض خشبي كبير نسبيًا، ومعه عدّة أنواع من الشفرات مُختلفة أشكال الرؤوس وهي الأُخرى من الحديد ولها مقابض خشبية ويشترك الخشب أيضًا مع الجلود والبردي في المادة المُستخدمة في الكتابة إذ كان يُستخدم الحبر في الكتابة عليها. وهي على الأغلب كتابة غير مسمارية .
و قد شاعت في العراق في ذلك العهد الكتابة الآراميّة، وهي كتابة هجائيّة في حين أنّ الكتابة المسمارية لم تخرج من نطاق تطورها عن المرحلة المقطعيّة إلَّا في كتابة رأس شمرا (أوجاريت) التي لم يُكتب لها الاستمرار والشيوع وبعكسها عمّت الهجائيّة بوسائلها المُيسرة المُنقطة وتجاوزتها إلى أصقاع بعيدة وقد كان قلم القصب أداتها الرئيسية في الكتابة.
ماهو قلم القصب:
وهو قلم صُنع من القصب ويُعتبر من الأدوات التقليديّة القديمة. وقد روى المقدسي وهو جغرافي من القرن العاشر أنّ الأقلام القصبية المائلة إلى الصُفرة كانت تُقطع من القصب الموجود في المُستنقعات أو في المناطق الرطبة ويتواجد في مُستنقعات مصر والعراق القصب الجيد الذي لا يهترئ سريعًا وفيه ألياف مُضيئة وهو عبارة عن أنبوب من القصب مقطوع من الجانبين.
لقد بدأت الكتابة بالقصب على الطين منذ العصر الوركاء، ويرجّح أنَّه انتقل من العراق وهو- بلد القصب- إلى مصر القديمة للكتابة على البردي وفي بداية الألف الأول قبل الميلاد نراه يعود مع الكتابة الآرامية مؤشرًا في كتابة العلامات المسمارية التي كتب قسم منها على شكل حرف (تي) الإنجليزي (T) في العصرالآشوري الحديث.
وبقي هو القلم الذي كتبت به الكتابات الجزيرية ومنها الكتابة العربية -كتابتنا- حتى الوقت الحاضر بعد أن اْفِلَ نجم الكتابة المسمارية مع بداية التاريخ الميلادي، وقد بليت آثار هذا القلم ولكن صورته بقيت خالدة في الرسوم الجدارية في بورسيبا التي مرَّت بنا وأبلغ من ذلك في جداريات الرُّخام بالنَّحت البارز في كل من آثار القصر المركزي (745-727ق.م) في النمرود. وآثار نينوى في عهد سنحاريب (704-681ق.م) من قصره في “تل قوينجق” في مدينة الموصل.