أسطورة أدونيس رمز الجمال اليوناني

اقرأ في هذا المقال


كان أدونيس شابًا وسيمًا للغاية لدرجة أنّه اكتسب مشاعر أفروديت إلهة الحب نفسها، وانتهت أسطورته بشكل مأساوي عندما قتله خنزير أثناء الصيد، وارتبط أدونيس أيضًا بالخصوبة والغطاء النباتي وعلى الرغم من أصوله الفانية فقد كان الإغريق يعبدونه على نطاق واسع باعتباره إلهًا، ولأنّ والدته ميرا (Myrrha) كانت شجرة المر الأصلية كان أدونيس مرتبطًا بقوة بالمر وكذلك شقائق النعمان والآس -وهو نبات عطري- والورد، وفي الفن القديم تم تصوير أدونيس على أنّه شاب وسيم غالبًا بصحبة أفروديت أو غيرها من الشخصيات النسائية.

أسرة أدونيس

يأتي الاسم أدونيس (Adonis) وباللغة اليونانية (Adōnis) من الكلمة السامية (adn) والتي تعني اللورد، ويعكس هذا الأصل العلاقة الأسطورية لأدونيس بالشرق الأوسط، وفي ما يبدو أنّه تقليد شائع حيث كان أدونيس نتاج علاقة سفاح بين سينيراس ملك شرقي وابنته المسماة إما ميرا أو سميرنا (Smyrna)، ولكن في التقاليد الأخرى يُطلق على والدي أدونيس اسم فينيكس وألفسيبوينا وثياس وسميرنا أو سينيراس وميثارم، ويبدو أنّ جميع المصادر تتفق على أنّ والد أدونيس كان يحكم أمة شرقية، ومع ذلك هناك بعض الخلاف حول أي أمة على وجه التحديد، والمرشحون الأكثر شيوعًا هم جزيرة قبرص وآشور، ووفقًا لأبولودوروس كان لأدونيس أربعة أشقاء وهم: أوكسيبوروس وأورسيديس ولاوجور وبريزيا.

تفاخر أدونيس بالعديد من العشاق الإلهيين وأشهرها كانت أفروديت ولكن أدونيس غالبًا ما كان يُصوَّر على أنّه عاشق بيرسيفوني أيضًا، كما جعلت منه بعض التقاليد العاشق لأبولو وديونيسوس وهرقل، وفي مصادر مختلفة أنجب أدونيس بريابوس وجولجوس أو بيروي مع أفروديت.

حب أدونيس لأفروديت

وفقًا لمعظم السلطات بدأت أسطورة أدونيس عندما أساءت الأميرة ميرا (التي تسمى أحيانًا سميرنا) الإلهة أفروديت، ولمعاقبة الفتاة جعلتها أفروديت تقع في حب والدها الملك سينيراس، واستطاعت ميرا التي توظف عبدة أن تتسلل إلى سرير والدها وتنام معه دون أن يدرك هويتها، ولكن عندما اكتشف سينيراس ما فعلته ابنته كان غاضبًا لدرجة أنّه كان ينوي قتلها فهربت ميرا، وخوفا من أن يتم القبض عليها توسلت للآلهة لجعلها غير مرئية واضطروا إلى تحويلها إلى شجرة فتم تحويلها إلى شجرة المر وكانت بذلك شجرة المر الأولى.

لكن ميرها حملت من قبل والدها ومرت تسعة أشهر وميرا -الآن شجرة- دخلت في المخاض، وسرعان ما اكتشف أفروديت المولود الجديد الذي قدمته إلى بيرسيفوني لحفظه، ولكن عندما رأت بيرسيفوني مدى جمال أدونيس رفضت إعادته، وطلبت الآلهة في النهاية من زيوس أن يحكم على قضيتهم حيث قرر أن يقضي أدونيس جزءًا من العام مع أفروديت وجزءًا آخر مع بيرسيفوني (اعتمادًا على الإصدار أمضى أدونيس نصف العام مع كل إلهة أو ثلث العام مع كل إلهة مع ثلث آخر ليقوم بذلك رضى).

موت أدونيس

نما أدونيس وكبر وأصبح شاب جميل وسيم جدًا لدرجة أنّ أفروديت وقعت في حبه (كما فعلت بيرسيفوني في بعض التقاليد)، ولبعض الوقت استمتع أدونيس بصحبة عشيقته الإلهية في نعيم كامل، ولكن ذات يوم أثناء خروجه للصيد تعرض أدونيس للنطح وتم قتله على يد خنزير بري.

تزعم بعض المصادر أنّ الخنزير الذي قتل أدونيس أرسله إله على الرغم من اختلاف الهوية الدقيقة لذلك الإله: ففي بعض التقاليد كان الخنزير هو آريس حقًا وهو عاشق آخر لأفروديت كان يغار من أدونيس، ووفقًا لآخرين كان الخنزير أبولو الذي أراد معاقبة أفروديت على إصابته بالعمى لابنه إريمانثوس، وفي النسخة الثالثة أرسل الخنزير من قبل أرتميس الذي أراد قتل عشيق أفروديت انتقامًا لدور أفروديت في قتل حبيبها هيبوليتوس، والنتيجة أنّه تحطمت أفروديت عندما وجدت أدونيس مصابًا وينزف حتى الموت فعندما حزنت أفروديت على حبيبها الميت خلقت شقائق النعمان من دمه، كما كرمته بمهرجان تخليداً لذكرى وفاته.

ومع ذلك في بعض التقاليد تمكنت أفروديت مرة أخرى من إبرام صفقة مع بيرسيفوني ملكة العالم السفلي ومنافسها القديم لأدونيس، وهذه المرة يقضي أدونيس جزءًا من كل عام بين الموتى الآخرين في العالم السفلي والجزء الآخر مع أفروديت في عالم الأحياء.

أساطير وعشاق آخرين عن أدونيس

غالبًا ما قيل أنّ أدونيس الوسيم كان لديه عشاق آخرين بالإضافة إلى أفروديت ومعظمهم آلهه، وقال البعض إنّه كان العاشق للإله أبولو والبطل هرقل بينما قال آخرون إنّه حمله ديونيسوس، وفي نسخة أخرى ذات طابع خاص من أسطورة أدونيس -محفوظة في تعليق سيرفيوس على نشيد الرعاة إيكلوقس (Eclogues) لفيرجيل- جاء موت أدونيس بسبب مشاركته غير المقصودة مع إيرينوما البكر، فأكسبتها عفة إرينوما التي لا تتزعزع حب الإلهة العذراء أثينا وأرتميس وكراهية أفروديت الحسية، وكانت أفروديت تأمل في إغراء إيرينوما وتدمير عفتها ولذلك تسببت في حب زيوس الأول ثم أدونيس لاحقًا.

ومع ذلك لم يتمكن أي من هؤلاء المغوِّين المشهورين من كسب حب الفتاة، وفي النهاية سلب أدونيس عفة إرينوما، وأشفق أرتميس على الفتاة وحولها إلى دجاجة، وفي هذه الأثناء اكتشف زيوس أنّ أدونيس قد انتهك اهتمامه بالحب وقتله بصاعقة، ولم يكن أحد سعيدًا في هذه المرحلة حيث أعربت أثينا وأرتميس عن أسفهما لدورهما في ما حدث لإرينوما، وكانت أفروديت حزينة وأقامت الحداد على أدونيس، وفي النهاية تم التوصل إلى حل شبه مُرضٍ (وإن كان لا يزال منحرفًا) بحيث تمت استعادة أدونيس للحياة وأعيدت إيرينوما إلى شكلها البشري وسُمح للاثنين بالعيش معًا كزوج وزوجة، وفي النهاية رزقا بطفل اسمه تاليوس.

رمزية أسطورة أدونيس

كل شيء عن أدونيس -من علم الأنساب الأسطوري إلى اسمه (الكلمة السامية التي تعني اللورد)- يشير إلى أصل شرق أوسطي، ومن المفترض أنّ الإغريق تبنوا أدونيس من أسطورة البابلي تموز أو السومري دوموزي الذي عاش مثل أدونيس موتًا عنيفًا أعقبه ولادة جديدة في نهاية المطاف، وفي حالة كل من تموز / دوموزي وأدونيس (ناهيك عن الآلهة الأخرى في البحر الأبيض المتوسط القديم مثل أوزوريس) ترمز أسطورة الموت والبعث من جديد إلى الغطاء النباتي ودورة الفصول، وعلى وجه التحديد موت المحاصيل في الشتاء وولادتهم من جديد في الربيع.

من خلال ولادته بعد موته بناءًا على طلب أفروديت من زيوس كوكب المشتري ملك آلهة، ارتبط أدونيس بأربعة فصول على الأرض، حيث يمثل فصلي الخريف والشتاء موت أدونيس وهو وقت كئيب لأفروديت والآلهة الأخرى، وفي الوقت نفسه تمثل قيامة زيوس لأدونيس الربيع والصيف وانبعاث الغطاء النباتي، كما يقال إنّ أدونيس هو إله: الغطاء النباتي والجمال والشباب والفصول وولادة جديدة والخصوبة، وهناك تمثال من الرخام على شكل ادونيس.


شارك المقالة: