اقرأ في هذا المقال
- قصة ولادة ثيسيوس
- مغامرات ثيسيوس وهو طفل
- ثيسيوس على الطريق إلى أثينا
- ثيسيوس في أثينا
- ثيسيوس في جزيرة كريت
- ثيسيوس ملك أثينا
ثيسيوس ابن بوسيدون أو إيجيوس وإيثرا وكان يعتبر ثيسيوس على نطاق واسع أعظم بطل أثيني، والملك الذي تمكن من توحيد أتيكا سياسيًا تحت رعاية أثينا، وابن أيجيوس ملك أثينا أو بوسيدون إله البحر وإيثرا الأميرة والتي ربته والدته ثيسيوس في قصور تروزن، وعند بلوغه سن الرشد ومعرفة هوية والده انطلق في رحلة إلى أثينا تمكن خلالها من التغلب على قلة من قطاع الطرق سيئي السمعة والتغلب عليهم: بريفيت وسينيس وفايا وشيرون وسيرسيون وبركسسيس.
قصة ولادة ثيسيوس
في الليلة التي وُلد فيها ثيسيوس قضت والدته إيثرا هذه الليلة مع إيجيوس ملك أثينا وبوسيدون إله البحر، وبغض النظر عن والده فإنّ النسب الاستثنائي لثيسيوس كان واضحًا حتى في سنواته الأولى، فبعد فترة وجيزة من بلوغ ثيسيوس سن الرشد أرسلته إيثرا إلى أثينا، وحتى بعد أن كانت زوجتان -ميتا وتشالكيوب- لا يزال إيجيوس ملك أثينا المحترم بلا أطفال، وخوفًا من نوايا إخوته الثلاثة توجه إلى بيثيا ليتعلم من الحكيم المشاور ما إذا كان سينتج وريثًا ذكرًا.
كما هو الحال دائمًا كانت النصيحة واضحة تمامًا: “الفم المنتفخ لجلد النبيذ يا أفضل الرجال لا يرتخي حتى تصل إلى قمة أثينا”، ولم يفهم أيجيوس أيًا من هذا وانطلق بحزن في رحلة العودة إلى الوطن، ومع ذلك في طريقه إلى أثينا توقف مرة واحدة: وتواصل في تروزن ولم يفوت الفرصة لسؤال ملكها بيتوس إذا كان سيساعده في فك رموز رد الحكيم المشاور الغامض، فبيتوس أيضًا حكيم كما هو معروف وقد فهم ذلك تمامًا ولكنه اختار استخدام المعرفة لصالحه والتي تأتي بأنّ أحد أبناء أخيه سيقتلوه ، وبعد تسعة أشهر أنجبت إيثرا طفلاً جميلاً وهو ثيسيوس.
مغامرات ثيسيوس وهو طفل
جلد أسد هرقل
سواء أكان ثيسيوس ابن إله أم بشريًا استثنائيًا كان ثيسيوس مختلفًا بشكل ملحوظ عن أقرانه حتى عندما كان طفلاً وكان يتفوق عليهم في كل فئة، وذات مرة عندما زار هرقل مملكة بيتوس وخلع جلد أسده قبل الجلوس على مائدة العشاء فر أطفال القصر ظنًا منهم أنّه أسد حقيقي في خوف وقلق، فأخذ ثيسيوس بهدوء فأسًا وهاجم الجلد وحتى في ذلك الوقت ومشاهدة المشهد بعيون مليئة بالحب والرهبة كانت إيثرا تعرف بالفعل ما كان من المفترض أن تفعله في غضون سنوات قليلة.
السيف والصنادل
لأنّه كما يلاحظ قبل أن يغادر إيجيوس تروزن أخفى سيفه وزوج من الصنادل تحت صخرة عظيمة، وقال لإيثرا: “إذا ولدت ولداً في تسعة أشهر وإذا كان قادرًا على رفع هذه الصخرة بمجرد أن يصل إلى مرحلة الرجولة فأرسليه إلى أثينا بهذا السيف وهذه الصنادل، لأنّي حينها سأعرف أنّه هو حقًا ابني ملك أثينا المستقبلي”، وعندما حان الوقت قادت إيثرا ثيسيوس إلى الصخرة ونقل إليه رسالة أبيه، فرفع ثيسيوس الصخرة بسهولة ومجهزًا برموز ثيسيوس للأبوة وضرب الطريق إلى أثينا.
ثيسيوس على الطريق إلى أثينا
بعد إرساله إلى أثينا توسلت إيثرا إلى ثيسيوس للسفر عن طريق البحر وبالتالي تجاوز جميع الأخطار التي تكمن بكل المقاييس على الطريق البري أمامه، ومع ذلك أراد ثيسيوس أن يكسب لنفسه سمعة تستحق أن يكون بطلًا هائلاً قبل مقابلة والده، وبحلول الوقت الذي وصل فيه إلى أثينا كان قد هزم العديد من الأشرار المشهورين -كل منهم بطريقة عمل لا تُنسى- لدرجة أنّ الناس كانوا حريصين بالفعل على مقارنته بمعبود طفولته هرقل.
ثيسيوس في أثينا
في أثينا سرعان ما تعرفت على ميديا زوجة والده إيجيوس على ثيسيوس، ولذلك قبل أن يتمكن أيجيوس من تحديد هوية ثيسيوس كان على البطل إثبات قيمته والتقاط الثور الماراثوني الذي أرسلته ميديا لقتله لمعرفتها بصعوبة الامر إن لم يكن مستحيلًا.
عندما وصل ثيسيوس إلى أثينا كان من المؤسف أن يتعرف عليه الشخص الخطأ: ليس من قبل والده إيجيوس ولكن من قبل زوجته آنذاك الساحرة ميديا، ومن الواضح أنّ ميديا لم تكن تريد أن يخلف أيجيوس على عرشه ابنًا من زواج سابق لذلك عقدت العزم على قتل ثيسيوس التي لم يكن لديها أي مشكلة في إقناع أيجيوس إلى جانبها، لأنّ الملك الأثيني ما زال يخشى أن يقتل على يد أحد أبناء أخيه أو حتى على يد شخص غريب، ولذلك بعد وقت قصير من وصوله إلى أثينا أرسل أيجيوس ثيسيوس للقبض على الثور الماراثوني.
وتمكن ثيسيوس أخيرًا من السيطرة عليه وبعد أن عرضه على أيجيوس وميديا قتل ثيسيوس الثور وضحى به لأبولو، ولكن لم تتوقع ميديا أن يخرج ثيسيوس منتصرًا من اشتباكه مع الثور الماراثوني، ومع ذلك فقد كان لديها خطة بديلة والتي تضمنت وليمة وكوبًا من السم، ولكن لحسن الحظ بالكاد قبل ثانية من لمس السم شفتي ثيسيوس تعرف أيجيوس على سيفه وصندله وعلاوة على ذلك تعرف على نوايا ميديا القاسية، فتبع ذلك إعلانان أحدهما ذكر ثيسيوس كخليفة أيجيوس الشرعي للعرش والآخر ينفي ميديا من أثينا إلى الأبد.
ثيسيوس في جزيرة كريت
بعد فترة وجيزة من عودة ثيسيوس إلى أثينا كان من المقرر أن يدفع أيجيوس جزية سنوية ثالثة لمينوس ملك كريت، وبالتحديد تعويضًا لوفاة ابن مينوس أندروجيوس -الذي قُتل بوحشية من قبل الأثينيين بدافع الغيرة والحسد– والتي اضطرت أثينا إلى إرسال أربعة عشر من أنبل رجالها وشاباتها إلى جزيرة كريت بانتظام حيث كان من المقرر أن يلتقي كل منهم، ونفس النهاية حيث يتم إلقاؤها في متاهة دايدالوس والتهمها مينوتور نصف رجل نصف رجل وحشي.
فقرر ثيسيوس أن يفعل شيئًا حيال ذلك لذلك عندما حان الوقت تطوع للذهاب إلى جزيرة كريت حيث وقعت أريادن ابنة مينوس الجميلة في حبه عند وصوله، في اللحظة التي وضعت فيها عينها على الأمير الأثيني القوي، وعاقدة العزم على مساعدته توسلت إلى ديدالوس لإخبارها بسر المتاهة والذي وافق عليه في النهاية الحرفي القديم، وعندما حان الوقت تمكن ثيسيوس من الدخول إلى المتاهة وبمساعدة أريادن وبعد قتال قصير قتل الأثيني الوحش وتبع الخيط الذي أعطته أرديان له ليتمكن من الخروج من المتاهة مرة أخرى إلى بر الأمان.
وتزوج الاثنان ولكن من الغريب أنّ زواجه من أريادن لم يستمر أكثر من بضعة أيام: بمجرد أن وصلت سفنه إلى جزيرة ديا (التي سميت لاحقًا ناكسوس) ترك ثيسيوس خلفه أريادن النائمة وأبحر بعيدًا، ويقول البعض إنّه فعل ذلك لأنّه وقع في حب فتاة أخرى في هذه الأثناء (ابنة بانوبيوس إيجل)، وآخرون يقولون لأنّه لم يكن لديه خيار سوى إطاعة إرادة ديونيسوس الذي أراد أريادن لنفسه، ويدعي الأخير أنّ الإله وصل إلى جزيرة ديا بعد لحظات من مغادرة ثيسيوس لها وسرعان ما حمل أريادن في عربته لتكون زوجته المحبوبة والخالدة.
ثيسيوس ملك أثينا
عندما نسي ثيسيوس وعده لأبيه تمامًا بتغيير لون الشراع الذي يعد علامة على موته على يد الثور الماراثون أو كان مذهولًا للغاية لإجراء التغيير في الوقت المحدد، فلم يستطع أيجيوس تحمل المشهد الذي كان يخشى رؤيته لذلك ألقى بنفسه حتى وفاته على الفور.
توحيد أتيكا
كان ثيسيوس الآن ملك أثينا ويا له من ملك! فقائمة إنجازاته طويلة إلى حد ما ولكن معظم المؤلفين يتفقون على أنّ أعظمها كان التوحيد السياسي الناجح (synoikismos) لأتيكا في عهد أثينا، بالإضافة إلى ذلك يعود الفضل إلى ثيسيوس في إقامة مهرجان الباناثينا والألعاب البرزخية.
فيدرا وهيبوليتوس
من حملته الاستكشافية ضد الأمازون أعاد ثيسيوس واحدة من ملكاتهم إلى أثينا وهم إما أنتوب أو هيبوليت وأنجبت له بعد ذلك ابنًا هيبوليتوس، وبعد مرور بعض الوقت شعر بالملل من زوجته لذلك وجد نفسه تزوج من أخرى وهي فيدرا أخت أريادن والتي أعطت فايدرا ثيسيوس طفلين -أكاماس وديموفون- ولكن وقعت بجنون في حب ربيبها هيبوليتوس، وبعد أن رفض هيبوليتوس التقدم الذي قدمته أخبرت ثيسيوس أنّه حاول اغتصابها، ولعن ثيسيوس هيبوليتوس وسرعان ما تحققت لعنته: جر هيبوليتوس حتى الموت بواسطة خيوله، وإما بسبب الحزن أو بسبب الكشف عن خيانتها في هذه الأثناء شنقت فايدرا نفسها.