اقرأ في هذا المقال
بيلليروفون (Bellerophon) والمعروف أيضًا باسم (Bellerophontes) هو البطل الكورنثي للأساطير اليونانية الذي قاتل وقتل وحش الكمير الخيالي، وهو مزيج مخيف ينفث النار من الأسد والماعز والثعبان، وكان بيلليروفون ابن بوسيدون وهو معروف أيضًا بترويض الحصان المجنح بيغاسوس (Pegasus) وهو هدية من والده، وتشمل المغامرات الأخرى المعارك والانتصارات الشهيرة على سوليموي الحربي وأمازون وقراصنة كاريان حيث كل المهام التي وضعها أيوباتس ملك ليقيا، ثم دفع البطل حظه بعيدًا وركوب بيغاسوس عاليًا في السماء في محاولة عبثية وحماقة للانضمام إلى الآلهة على جبل أوليمبوس وسقط بيلليروفون على الأرض وقتل.
بيلليروفون وبيغاسوس
في الأساطير اليونانية كان بيلليروفون ابن بوسيدون على الرغم من أنّ والده الطبيعي يُشار إليه عادةً باسم الجلوكوس (Glaucus)، مما جعله حفيد سيزيف ملك كورنثوس الذي عاقبه زيوس لخداعه واضطر إلى دحرجة حجر ضخم إلى ما لا نهاية حيث التل في الهاوية والعالم السفلي اليوناني، ووفقًا لهوميروس (750 قبل الميلاد) اكتسب بيلليروفون فضلًا إلهيًا أكثر من جده لأنّه منحته الآلهة الجمال وكل ما هو جميل في الرجولة، كما قدم إله البحر لابنه هدية رائعة ألا وهي بيغاسوس الحصان المجنح الذي ولد من الرأس المقطوع لجورجون ميدوسا (Gorgon Medusa) عندما قتلها البطل فرساوس.
في روايات أخرى وجد بيلليروفون الحصان في نبع بيرين (Pirene) المقدس بالقرب من كورنثوس، ويقترح الكاتب اليوناني هسيود (حوالي 700 قبل الميلاد) أنّ هذه الحقيقة تشرح اسم بيغاسوس، المشتق من (pēgē)، وقام بيلليروفون بترويض الحصان بمساعدة الإلهة أثينا، وكان قادرًا على ركوب بيغاسوس ويطير بها وهي مهارة من شأنها أن تكون مفيدة في مغامراته اللاحقة عندما قتل العديد من المخلوقات الغريبة، وفي الواقع يشير المؤرخ روبن لين فوكس إلى أنّ اسم البطل نفسه يشير إلى مسيرته المهنية السابقة والمستقبلية حيث تعني الحروف القاتل، وقيل إنّ بيلليروفون قتل رجلاً يدعى بيلروس ثم شقيقه ديليديس وهو ما يفسر سبب مغادرته كورينث وبدأ مغامراته في تيرينز مما أدى في النهاية إلى المزيد من عمليات القتل.
بيلليروفون والكمير
شارك بيلليروفون في معركة شهيرة مع الكمير (Chimaera) أو (Chimaira) وحدث هذا بعد برويتوس (Proitos)، وغضب ملك تيرين المعروف أيضًا باسم (Proetus) من البطل بعد الاتهامات التي وجهتها زوجته سثينبويا (Stheneboia) وتسمى أنتييا في بعض الإصدارات بأنّ بيلليروفون حاول اغتصابها، ولقد وقعت في حب بطلنا لكن كون بيلليروفون ضيفًا جيدًا ولا يرغب في إهانة مضيفه لن يشجعها، وصدّق برويتوس زوجته وأرسل بيلليروفون لخدمة والد زوجته (أو شقيقه في إصدارات أخرى) أيوباتس (Iobates) ملك ليقيا (في تركيا الحديثة)، وحتى أنّ برويتوس أعطى لبطلنا جهازًا لوحيًا ليتم تسليمه إلى إسواباتس والذي تم نقشه مع تعليمات للتخلص من بيلليروفون في أي فرصة.
فوضع أيوباتس بطلنا المهمة الخطيرة للغاية المتمثلة في قتل الكمير وهو مخلوق رائع ينفث النار وله جسم أسد وثعبان كذيل ورأس ماعز بارز من ظهره، ويعطي هسيود الوصف التالي في كتابه الثيوجوني (Theogony): بأنّ الكمير الذي ينفخ نيرانًا لا تقهر ورهيب وعظيم وسريع القدمين وقوي، وكان لديه ثلاثة رؤوس: رأس أسد شرس العينين والآخر رأس ماعز والآخر رأس أفعى وتنين عظيم، وهذا الخليط الغريب من المخلوقات كان يعتبر من نسل تايفون الوحش ذو 100 رأس ينفث النار، الذي صنع كل أصوات مملكة الحيوان وإيكيدنا نصف ثعبان ووحش نصف امرأة الذي أنجب سيربيروس أيضًا، وكلب صيد ثلاثي الرؤوس يحرس أبواب الجحيم، وفي الإصدارات البديلة لا سيما في إلياذة هوميروس قام أميسوداروس بتربية الكيمير.
كان بيلليروفون قادرًا على استخدام حصانه المجنح بيغاسوس وبالتالي تمكن من الطيران فوق الكمير مرارًا وتكرارًا إطلاق السهام في مؤخرة الوحش بقوسه، وتم قتل الكيمير الضعيف أخيرًا عندما أرفق بيلليروفون قطعة من الرصاص بنهاية رمحه ودفعها في فم الوحش، ونَفَس المخلوق الملتهب أذاب الرصاص ثم سكب على حلقه وتجمد في أعضائه الحيوية.
مغامرات سوليموي والأمازون والموت
للعودة إلى الأساطير عندما عاد بيلليروفون منتصرًا إلى أيوباتس وطُلب منه على الفور الانطلاق ومحاربة سوليموي المخيف والمعروف أيضًا باسم (Solymi) وهو شعب مشهور بالحرب، ومرة أخرى سمح بيغاسوس للبطل بالتحليق فوق عدوه وهذه المرة أسقط صخورًا كبيرة عليهم، ومرة أخرى عاد بيلليروفون منتصرًا ولكن مرة أخرى وضع أيوباتس له مهمة تبدو مستحيلة وهذه المرة لمحاربة الأمازون وهم النساء المقاتلات الأسطوريات اللائي يعشن على شواطئ البحر الأسود، وبطبيعة الحال فإنّ البطل اليوناني الذي لا يزال يركب بيغاسوس ربح اليوم باستخدام نفس الإستراتيجية التي استخدمها ضد سوليموي، والمهمة الرابعة تضمنت بيلليروفون هزيمة عصابة من قراصنة كاريان بقيادة واحد تشيرماروس.
كان التحدي الأخير لأيوباتس هو إثارة رجاله المقاتلين وجعلهم نصبوا كمينًا للبطل القاهر، فأرسل بيليروفون القرعة بمساعدة والده بوسيدون الذي أغرق سهل زانثيان، وأخيرًا رأى الملك أنّ هذا الشاب قد باركه بالفعل الآلهة ويؤمن الآن بنسخته من قضية ستينيبويا (Stheneboia) ورجع وجعله وريثًا لمملكته، بالإضافة إلى ذلك تزوج البطل من ابنة إيوباتس فيلونو وأعطي عقارات شاسعة غنية بالكروم والأراضي الخصبة للزراعة لا تقل عن نصف المملكة، وهكذا قام بيلليروفون بتربية ثلاثة أطفال وهم: إيساندروس وهيبولوتشوس ولاوداميا (والدة المحارب البطل ساربيدون).
نهاية بيلليروفون
على الرغم من اختلاف روايات سقوط بيلليروفون وموته إلى حد ما إلّا أنّهم يتفقون جميعًا على أنّه في نهاية حياته فقد بيلليروفون حظوة الآلهة، فوفقًا للنسخة الأكثر شهرة أصبح بيلليروفون متعجرفًا لدرجة أنّه شعر أنّه يجب أن يعيش بين الآلهة في الجنة، وهذا لم ينته بشكل جيد حيث عندما أصبح متفاخرًا إلى حد ما واعتقد أنّه يستطيع الطيران عاليًا بما يكفي على فرسه المجنح ليأخذ مكانه بين الآلهة الخالدة على جبل أوليمبوس، فألقى بيغاسوس بيليروفون وسقط بشكل غير رسمي إلى الأرض.
كما كان بيغاسوس قد انزعج من قضم ذبابة من ظهره وقد أرسل زيوس الحشرة، وكان موت البطل الذي وصفه هوميروس الآن بأنّه مكروه من قبل كل الآلهة بمثابة تحذير للبشرية من مخاطر الهجين (الغطرسة)، وفي بعض إصدارات القصة هبط بيلليروفون بسلام على الأرض في كيليكيا (جنوب تركيا) وأسس مدينة طرسوس.
في النسخة الثالثة يُعطل البطل ويتجول في الأرض في عزلة لعين حتى وفاته، وفي هذه الأثناء استمر بيغاسوس في الطيران وعند وصوله إلى جبل أوليمبوس تم تكليفه بمهمة حمل إمداد زيوس من الصواعق ثم اعتنى به إيوس الذي كان مسؤولاً عن جلب الفجر عبر السماء كل يوم، وي معظم القصص نجا بيلليروفون من سقوطه لكنه أصبح أعرجًا واضطر للتجول في الأرض لبقية حياته في عار، ولا يذكر إلياذة هوميروس المصدر الأول لسرد الأسطورة وكيف أساء بيلليروفون للآلهة، بل فقط أنّ البطل السابق قضى بقية أيامه يتجول في حقل أليان، وأخيرًا وفقًا لهايجينوس قُتل بيلليروفون عندما سقط من بيغاسوس.