أسطورة تقسيم العالم

اقرأ في هذا المقال


تستند جميع أنظمة المعتقدات القديمة تقريبًا على السطح وتحت الأرض والسماء بطريقة ما، وتمثل هذه المفاهيم الثلاثة شيئًا أساسيًا للبشر وقد تم ربطها عبر التاريخ بمعاني وقصص لا تعد ولا تحصى بالعلاقة بينهما، وعادة يتم تمثيلهم إما بمفهوم مجرد أو إله، ومثال على الأول هو فكرة الجنة والنار ومثال على هذا الأخير هو الآلهة اليونانية القديمة زيوس وهاديس، وكان الإغريق القدماء مؤمنين بالآلهة مما يعني أنّهم آمنوا بالعديد من الآلهة، وتحكي الأساطير اليونانية قصة هذه الآلهة بما في ذلك أشجار عائلتهم المعقدة وحكايات تفاعلهم مع بعضهم البعض والإنسانية.

لماذا ظهرت أسطورة تقسيم العالم

الأسطورة هي حكاية تتداول بشكل تقليدي على وجه الخصوص ما يرتبط بالتاريخ المبكر للبشرية أو التي تفسر ظاهرة طبيعية أو اجتماعية، وعادة ما تنطوي على كائنات أو أحداث خارقة للطبيعة، وتنتقل الأساطير من جيل إلى جيل وقد تتغير قليلاً مع تناقلها، وخدمت الأساطير كقصص تقودنا إلى الماضي ويمكن أن تساعدنا في الحصول على أفكار حول كيف كانت الحياة في الماضي، وتعطينا الأساطير أيضًا فكرة عن سبب أهمية شيء ما وكيف أصبح.

مثل معظم الثقافات القديمة كان الإغريق القدماء يستخدمون الأساطير والخرافات لشرح ما لم يفهموه، فالسطح أو الأرض شيء يفهمه كل إنسان ويختبره لذلك لم تكن هناك حاجة لتخصيص إله له فكان جسديًا ومألوفًا، وكانت الأرض والسماء مجردة لذلك كان كل منهما مسكنًا للإله، كما هو الحال مع كل نسخة من هذه الازدواجية تقريبًا يُنظر إلى السماء على أنّها مكان إيجابي ومكان يطمح إليه، بينما يُنظر إلى تحت الأرض على أنّها مكان سلبي ويجب تجنبه، وهذه ازدواجية خالدة وقد تصارع معها البشر منذ زمن بعيد.

الأصل والعائلة

زيوس وهاديس و بوسيدون هم جميعًا أبناء كرونوس وريا، وليس لدى بوسيدون وزيوس أبناء إله كامل، حيث كان لدى زيوس أثينا وآريس وهيبي وهيفايستوس من هيرا، وكان لديه أيضًا بيرسيفوني مع ديميتر والعديد من الأطفال الآخرين مع أزواج آخرين، وبما أنّ زيوس هو أبو الآلهة، وكان ابن تيتان كرونوس إلى جانب بوسيدون وهاديس، ومعًا أصبح هؤلاء الإخوة الثلاثة مرتبطين بالسماء والسطح وتحت الأرض على التوالي.

كما تقول القصة عندما انقسم العالم بين الإخوة الثلاثة حصل كل منهم على جزء واحد ليحكمه، وفي الكتاب الخامس عشر من قصيدة هوميروس الملحمية الإلياذة يشرح بوسيدون كيف تم تقسيم العالم بينهم بحيث تم تقسيم السماء والأرض إلى ثلاثة أجزاء وكان لكل منا نصيب متساوٍ، ومن خلال هذه المفاهيم والشرح كان الإغريق يحاولون شرح علاقتهم بالعمودية، بحيث يمثل السطح عالم البشرية ويمثل السماء زيوس ويمثل باطن الأرض هاديس، وكان يُعتقد أنّ جبل أوليمبوس هو موطن الآلهة وكان بمثابة حلقة وصل بين عالم الآلهة وعالم البشرية.

السلطات والرموز للآلهة الثلاثة

رموز زيوس التي تمثله هي الرمان وغطاء الاختفاء، وأشهر قوته هي القدرة على رمي الصواعق، ويمكنه أيضًا التحكم في الطقس الذي يتسبب في هطول الأمطار والعواصف العاتية، كما يمكنه تقليد أصوات الناس ليبدو مثل أي شخص آخر، ويمكنه أيضًا تغيير شكله بحيث يبدو وكأنه حيوان أو شخص، وإذا أغضبه الناس كان يحولهم أحيانًا إلى حيوانات كعقاب.

في حين رموز بوسيدون هي رمز بوسيدون كان رمح ثلاثي الشعب وحيواناته المقدسة هي الدلفين والحصان، ووفقًا للتقاليد كان هو الشخص الذي نفخ الحياة في أول جواد على وجه الأرض، وكان يمتلك رمحًا ثلاثي الشعب قويًا لدرجة أنّه يمكن أن يهز الأرض، وكان بوسيدون قادرًا على التسبب في العواصف والزلازل وإغراق الأراضي وتحطيم الصخور وكان لديه القدرة في النهاية على استعادة الهدوء.

أما هاديس هو إله في الأساطير اليونانية الرومانية ويُعرف هاديس أيضًا باسم بلوتو، كما إنّه إله الموتى والأشباح والفناء والموت والثروة وثروة الأرض وهو شقيق زيوس وبوسيدون، ولديه العديد من القدرات من قوة خارقة ولديه كمية لا تصدق من الطاقة، ومن داخل العالم السفلي يمكن للهاديس مراقبة كل الأشياء على الأرض وفي العالم السفلي، والتجديد حيث يمكن لهاديس أن يشفي أي جرح يصيبه في فترة قصيرة من الزمن، والخلود فهو لا يخضع للشيخوخة والموت حتى أنّ لديه تحصين من الجروح ضد الضرر التقليدي.

كما يمكن لهاديس توليد الثروة بنفسه، ويتميز بقدرته في استحضار الأرواح وتغيير شكله المادي إلى أي شيء يرغب فيه، ويمكنه التلاعب بالأرض بحيث كان هاديس قادرًا على هز الأرض عند الخروج من العالم السفلي وإلقاء التعويذات التي يمكنه إلقاء تعاويذ سحرية متقدمة للغاية، أما رموز هاديس تشمل رموز خوذة الظلام ومفاتيح العالم السفلي وسيف العالم السفلي وموظف العالم السفلي وبومة صاخبة وأبقار هاديس السوداء وشجرة الحور البيضاء والرمان، فهو لديه سلطان على الموتى، كما يمتلك هاديس أيضًا قوة الاختفاء وإنّه قادر على استدعاء هذه القوة من خلال خوذة سحرية أعطاها له السيكلوب،

أسطورة تقسيم العالم بواسطة الآلهة الثلاثة

حقق زيوس وإخوته انتصارًا كاملاً على أعدائهم وبدأوا يفكرون في كيفية تقسيم العالم بينهم، وأخيرًا تم تسويتها بالقرعة أن يكون زيوس هو صاحب السيادة في الجنة، بينما كان هاديس يحكم العالم السفلي وكان بوسيدون يتمتع بالسيطرة الكاملة على البحر، وأقام زيوس بلاطه على قمة جبل أوليمبوس الذي كانت قمته وراء الغيوم، وكانت مناطق هاديس القاتمة غير المعروفة تحت الأرض في حين حكم بوسيدون فوق البحر، كما أعلن العمالقة هؤلاء الوحوش البشعة التي انبثقت من الأرض ودم أورانوس الحرب ضد آلهة أوليمبوس المنتصرة، ولكن نتيجة لذلك كان عليهم أن يبقوا أقدامهم على الأرض.

ومع ذلك فإنّ احتياطات والدتهم لم تنفع بسبب إلقاء قطع من الصخور عليهم، مما ألقى بهم ولم تعد أقدامهم ثابتة على الأرض وتم التغلب عليهم وانتهت هذه الحرب المملة أخيرًا، وكان أحد أقوى الوحوش التي عارضت زيوس في هذه الحرب يسمى تايفون، وقد امتلك تايفون مائة رأس بعيون تثير الرعب لدى الناظرين والأصوات المذهلة المخيفة سماعها، وقرر هذا الوحش قهر الآلهة والبشرية ولكن خططه هزمت بشكل مطول من قبل زيوس الذي نجح في تدميره بصاعقة، ولكن ليس قبل أن يخيف الآلهة لدرجة أنّهم هربوا إلى مصر حيث تحولوا إلى حيوانات مختلفة وبالتالي هربوا.

الصراعات الرئيسية للآلهة في هذه الأسطورة هي أنّ العمالقة تم تحديهم في حرب، وزيوس كان يعارضه أحد أقوى الوحوش، وأنّ الآلهة اضطرت إلى الفرار إلى مصر، والصراع على الوحوش هو أنّهم لم يتمكنوا من رفع أقدامهم عن الأرض أثناء المعركة، وأنّهم قد رموا أرضًا بسبب صخرة عملاقة تسببت في عدم ثبات أقدامهم على الأرض.


شارك المقالة: