أسطورة حامل حقيبة الرياح

اقرأ في هذا المقال


مساعدة عولس لأوديسيوس

تعتبر هيلين إسبارطة أجمل امرأة في العالم وللأسف كانت متزوجة من ملك باهت ومغرور وخطير الوزن، وعندما لم يستطع حبيبها باريس -الذي تبين أنّه أمير طروادة– أن يأخذ الأمر أكثر من ذلك، اختطف هيلين الجميلة وأغرق اليونان وطروادة في نزاع عسكري ممتد، واستمرت حرب طروادة كما سميت لأكثر من عشر سنوات وتسببت في وفاة العديد من الأبطال، بما في ذلك أخيل وأياكس وكذلك هيكتور وباريس، وانتهت الحرب أخيرًا عندما بنى الملك الأسطوري أوديسيوس حصان طروادة وخدع أحصنة طروادة للهزيمة، ومع ذلك كانت الآلهة بالتأكيد غير سعيدة لأنّ الحرب لم يتم كسبها في المعركة ولكن تم كسبها بالخداع، ولذا فقد عاقبوا أوديسيوس بمنعه من رحلته إلى المنزل.

في محاولة يائسة للعودة إلى زوجته ومملكته وصل أوديسيوس إلى جزيرة إيوليا العائمة، وكان ذلك عندما التقى عولس حارس الرياح الذي عاش مع زوجته وأطفاله الاثني عشر في قلعة برونزية، واستولى عولس على أقوى الرياح في كيس من جلد الثور، وشعر بالشفقة على أوديسيوس وأعطاه كيس الرياح كهدية، وقام أوديسيوس بربط الكيس بإحكام بالسفينة وسمح بفتحة صغيرة بحيث لا يُسمح إلّا لحفرة الزفير الخفيفة بالنفخ.

أوديسيوس حامل حقيبة الرياح

بمجرد صعوده على متن السفينة وخلال الرحلة حينما كان أوديسيوس نائمًا فتح رفقاء البطل الجشعين الحقيبة بحثًا عن الذهب، وذلك بعد موافقة طاقم البحارة المشبوه على أنّه لا بد أنّ أوديسيوس يخزن مجموعة متنوعة من الثروات في تلك الحقيبة، وبدافع الفضول فتحوه وأطلقوا كل الرياح التي لا يمكن السيطرة عليها، وحملت الرياح الهاربة سفينتهم طوال الطريق إلى شاطئ أيولوس كما دارت الرياح معًا وشكلت عاصفة قوية أعادت السفينة مباشرة إلى جزيرة إيوليا، واعتبر عولس هذا علامة على الآلهة ونصح البحارة بمغادرة الجزيرة وعدم العودة أبدًا.

وهناك رواية تقول أّن الرياح دفعتهم إلى الخروج عن مسارهم لعدة أيام مما قادهم إلى جزيرة إيوليا، وطلبوا من عولس مساعدة أوديسيوس مرة أخرى ولكن تم إبعادهم لأنّ بعض الآلهة الأخرى قد لعنوا، وعند مغادرة الجزيرة اكتشف عولس أنّ أوديسيوس قد أغوى إحدى بناته وأراد معاقبته، فجنبًا إلى جنب مع بوسيدون إله البحر أرسل رجال إيثاكا رياحًا وعواصف قوية أعاقت رحلتهم وأدت إلى جزر خطرة مثل جزيرة لايستريجونيانس العمالقة الآكلة للإنسان.

أوديسيوس بعد رفض عولس

بعد أن تم رفض رجال الإيثاكان من قبل عولس قام أوديسيوس بالإبحار، وفقط ليتم إرسال موجات ورياح قوية تقودهم إلى جزيرة لايستريجونيانس، وهناك تم اصطياد أوديسيوس ورجاله مثل الفريسة وأكلوا عندما تم القبض عليهم وكانوا يعاملون كحيوانات يجب اصطيادها، وفي النهاية هربوا ولكن ليس بدون فقدان عدد كبير من الرجال، وأخيرًا تمكنت سفينة واحدة فقط من مغادرة جزيرة العمالقة، وبعد ذلك هبطوا في جزيرة سيرس حيث أصبح أوديسيوس عاشق الساحرة الشابة وعاش في رفاهية لمدة عام.

بعد ذلك رسوا في جزيرة هيليوس حيث عرضت الأمواج والرياح القوية التي أرسلها بوليفيموس وأيولوس سفرهم في البحر للخطر، وتم تحذير أوديسيوس من لمس الماشية الذهبية في جزيرة هيليوس ولكن رجاله لم يستمعوا وذبحوا الماشية الحبيبة في غيابه، وبمجرد أن أبحروا من جزيرة هيليوس أرسل زيوس صاعقة ودمر سفينتهم وأغرق جميع رجال أوديسيوس في هذه العملية، ونجا أوديسيوس فقط ليغسل الشاطئ في جزيرة أوغيغيا حيث سُجن لمدة سبع سنوات، وبمجرد السماح له بالمغادرة رحل أوديسيوس إلى منزله وعاد أخيرًا إلى إيثاكا واستعاد عرشه واتبع مفهوم (nostos) أي البطل الملحمي الذي يعود سالمًا عن طريق البحر فيحظى بمكانة عالية بين الناس كما قيل في الادب اليوناني القديم.


شارك المقالة: