أرجوس (Argus) بالاسم (Panoptes) هو شخصية في الأسطورة اليونانية موصوفة بشكل مختلف على أنّها ابن ايناتشوس أو أجينور أو أريستور أو كبطل من السكان الأصليين (autochthon)، واشتق اسمه من مائة عين في رأسه أو في جميع أنحاء جسده حيث يتم تصويره غالبًا على الفخار الأثيني ذي الشكل الأحمر من أواخر القرن السادس قبل الميلاد، وعينت الإلهة هيرا أرجوس لمشاهدة البقرة التي تحولت إليها آيو (كاهنة هيرا)، ولكنه قُتل على يد عطارد أو هيرميس الملقب بأرجيفونتيس (Argeiphontes) قاتل أرجوس، أما عطارد كان إلى جانب إله التجارة حسب ما ورد في الأساطير، كان عطارد أيضًا راعي الرعاة والغشاشين واللصوص، وينقل أوفيد قصة عطارد الذي كان هو نفسه لصًا رئيسيًا.
حراسة أرجوس البقرة البيضاء
كان أرجوس حارسًا ذو مائة عين في دائرة حول رأسه، وعندما كان ينام كان يغلق عينيه فقط في كل مرة، وكانت الثمانية والتسعون الأخرى مفتوحة على مصراعيها دائمًا، ولذلك لم يكن من السهل سرقة أي شيء كان أرجوس يشاهده.
في وقت ما حدث أن كانت جونو زوجة كوكب المشتري كانت غيورة جدًا من حورية نهرية جميلة تدعى آيو، وكوكب المشتري من أجل إنقاذ آيو من غضب جونو الغيورة قام بتغييرها وتحويلها إلى بقرة بيضاء، وكانت جونو تشك في أنّ البقرة البيضاء هي آيو حقًا فوضعت أرجوس بعينيه المئتين لمشاهدتها وحراستها، ولكن آيو المسكينة غير سعيدة فعليًا حيث لم يعرفها أبوها إله النهر ولا حتى أختها التي كانت من الحوريات، ولكنهم كانوا يربتون البقرة البيضاء ويطعمونها العشب من أيديهم دون معرفتهم بأنهّا آيو، وفي يومٍ ما أخيرًا كتبت آيو اسمها بحافرها على رمال ضفة النهر ثم عرف والدها وأخواتها أنّ البقرة البيضاء الجميلة هي آيو.
لم تكد تكشف عن نفسها لعائلتها بهذه الطريقة حتى قادها أرجوس بعيدًا إلى حقل يقع بعيدًا عن النهر حتى لا ينكشف أمرها، حيث لم يستطع إله النهر والحوريات القدوم ثم وضع نفسه على قمة تل مرتفع مما يعني مشاهدتها عن كثب أكثر من أي وقت مضى، وشعر المشتري بالأسف على آيو ومع ذلك لم يجرؤ على تغييرها وتحويلها مرة أخرى إلى شكلها الطبيعي وفي الوقت نفسه كان أرجوس يراقبها، ولكن تذكر والدها إله النهر حسب ما ورد في الأساطير اليونانية كيف أنّ عطارد عندما كان عمره أقل من يوم واحد قد سرق ماشية أخيه أبولو، ولذلك قد قام في هذه اللحظة بتعيين أمير اللصوص هذا المشاكس عطارد لسرقة آيو بعيدًا عن أرجوس.
يعتقد عطارد أنّه لا يمكن أن يكون هناك متعة أفضل، فخلع قبعته المجنحة وحذائه المجنح وارتدى زي الرعاة في ذلك البلد وحمل عصاه الذهبية الصولجان في يده، وبينما كان يمشي كان يلعب بلا مبالاة على غليون الراعي، ثم بعد أن وجد بضع ماعز تتغذى على جانب الطريق قادها ببطء أمامه، ووجد أرجوس ساعته متعبة إلى حد ما وكان سعيدًا بما يكفي للتحدث إلى أي شخص صادف مروره، كما كان سعيدًا جدًا عندما رأى عطارد يأتي مع الماعز ودعا الراعي المزعوم ليأتي ويجلس بجانبه تحت الأشجار في الظل ويلعب على غليونه ويروي القصص.
جلس عطارد على حجر بجانب أرجوس وبدأ بالعزف بهدوء شديد ولطيف جدًا لدرجة أنّ الموسيقى كانت مثل تنهد الريح عبر أغصان الأشجار، وكان اليوم دافئًا ولم يكن هناك صوت آخر سوى الغناء الحاد لحشرات السيكادا، وسرعان ما أغمض عيني أرجوس، وربما ظلت عيون أخرى مفتوحة من حيث إذا لم يكن هناك سحر نعاس في أنابيب غليون عطارد، وجاءت النغمات الناعمة بشكل مريح وكانت بشكل أبطأ وأبطأ، وبدأت عيون أرجوس الأخرى تغلق واحدة تلو الأخرى حتى بقي اثنان فقط مفتوحتين، وكانت هاتان العينان ساطعتان للغاية، ولقد تومضوا إلى حد ما وراقبوا آيو طوال لعب عطارد، ثم بدأ عطارد يروي القصص وأخيراً أغلقت عيناه المتلألأتان مثل الآخرين، وكان أرجوس بكل عينيه المائة نائمًا بشكل سريع، ولجعله ينام أكثر لمسه عطارد بخفة مع صولجان الحلم ثم قاد آيو منتصرًا بعيدًا.
عقاب جونو لارجوس
كانت جونو غاضبة جدًا عندما وجدت أنّ حارسها الرائع قد نام في موقعه ونام بكل عينيه في الحال، وقالت إنّه لا يستحق الكثير من العيون إذا لم يستطع إبقاء بعضها مفتوحًا، لذلك أخذت كل عينيه المئات بعيدًا عنه ووضعتهما في ذيل الطاووس الأليف الذي كانت فخورة جدًا بارتدائها، ومنذ ذلك اليوم كانت عيون جميع الطاووس في ذيولها.