كانت كليتي (Clytie) اسمًا يطلق على عدد من الشخصيات في الأساطير اليونانية، ومع ذلك فإنّ الشخصية الأكثر شهرة بهذا الاسم كانت أوشنيد (Okeanid)، وباعتبارها اوشنيد حورية الماء والتي كانت ابنة جبابرة المحيطات وتيثيس، وكانت عشيقة إله الشمس هيليوس كما ورد في الملحمة اليونانية الذي هجرها في النهاية ليقوم بملاحقة ليوكوثيا ابنة أوركيموس.
من هي كليتي
كليتي (Clytie) وباللغة اليونانية (KLYTIE) حيث كانت حورية اوشنيد (Okeanid) محبوبة من قبل إله الشمس هيليوس، وعندما تخلى عنها من أجل حب ليوكوثيا (Leukothoe) وباللغة اليونانية (Leucothea) تلاشت وتحولت إلى زهرة حجر الدم (heliotrope) التي تحدق بالشمس، وربما تم ربط كليتي مع كليمين (Klymene) وباللغة اليونانية (Clymene) ووالدة اوشنيد لفايثون (Phaethon) بواسطة هيليوس (Helios) وكلا الاسمين يعنيان المشهور والساطع.
ونتيجة لحب هيليوس لليوكوثيا غضبت كليتي وأخبرت أوركيموس والد ليوكوثيا عن علاقة ليوكوثيا بهيليوس، وحكم على ابنته بالإعدام بدفنها حية، واعتقدت كليتي أنّ موت ليوكوثيا سيجعل هيليوس يعود إليها ولكنه جعله يفكر فيها بشكل أقل، وفي النهاية استلقت كليتي نفسها عارية لمدة تسعة أيام على الصخور وهي تحدق ببساطة في الشمس دون أن تشرب أو تأكل أي شيء، وفي اليوم التاسع تم تحويلها إلى زهرة حجر الدم أو المنعطف الذي يتجه نحو اتجاه الشمس.
خلاف كليتي وليوكوثيا
كانت كليتي (Clytie) وشقيقتها ليوكوثيا (Leucothea) من حوريات الماء، وفي وقت مبكر من صباح كل يوم اعتادوا على الخروج من أعماق نهرهم مع الحوريات الأخرى من الجداول والنوافير المجاورة والرقص بين النباتات المائية على شواطئه، ولكن كقانون بين حوريات الماء لا يجوز بقاء الحوريات الراقصات مع أول أشعة الشمس المشرقة، حيث كان يغرق الراقصين في بعض المرات في الماء ويختفوا لأنّ هذا كان القانون بين حوريات الماء، وفي صباح أحد الأيام خالفت كليتي وليوكوثيا هذا القانون، وعندما بدأت الشمس بالظهور فوق التلال واندفعت جميع الحوريات الأخرى عائدة إلى مجاريها جلست هاتان الحيوريتان على ضفة نهرهما وراقبوا مجيء إله الشمس، وبينما يقود هيليوس خيله عبر السماء جلسن يراقبنه طوال اليوم.
فقد ظنوا أنّهم لم يروا أبدًا أي شيء بهذه الروعة وجلس الإله في عربته الحربية الذهبية وتاجه على رأسه وبقي راسخًا على الخيول الأربعة التي تنفث النار، وقد أبهرت الأخوات بريق العربة وإشراق التاج المرصع بالجواهر وابتسم لهم هيليوس وكانوا سعداء، وعندما جاء الليل عادوا إلى نهرهم حيث لم يفكروا في أي شيء آخر سوى هيليوس وعربته الحربية الذهبية.
قبل الصباح وقعوا في الشجار كما تفعل الأخوات أحيانًا، ثم أخبرت كليتي الملك المحيط أوشيانوس (Oceanus) كيف انتهكت ليوكوثيا قانون حوريات الماء ولكنها لم تقل أنّها انتهكته هي أيضًا، وكان الملك المحيط غاضبًا جدًا وأغلق على ليوكوثيا في كهف، وقبل ضوء النهار بقليل صعدت كليتي للرقص مع الحوريات الأخرى كالمعتاد ومرة أخرى بقيت على الشاطئ طوال اليوم لمشاهدة إله الشمس، وهذه المرة لم يبتسم هيليوس لها لأنّه كان يعلم أنّها كانت قاسية مع أختها.
تحول كليتي إلى زهرة
عندما جاء الليل لم تنزل إلى منزلها في قاع النهر بل جلست على ضفته الرملية منتظرة قدوم إله الشمس، وعندما عاد مرة أخرى كانت تراقبه طوال اليوم وهكذا لمدة تسعة أيام وتسع ليال، فقد جلست لمدة تسعة أيام طويلة مع عدم تذوق الطعام أو الشراب أبدًا وغذت جوعها على دموعها وعلى الندى وكانت هناك على الأرض حيث تحدق فقط في وجه إلهها المشرق بينما كان يمر بها، وأدارت رأسها لمشاهدته وهو يعبر السماء.
وبما أنّها خرقت القانون ولم تجرؤ على العودة إلى المنزل لذلك لم يكن لديها ما تعيش عليه سوى الندى الذي سقط من السماء، ولقد نمت بشكل كبير لدرجة أنّ المرء يعتقد أنّ الرياح قد هبت عليها حيث كانت تتصرف كليتي بحماقة، ولكن كليتي على الرغم من أنّ حبها قد يبرر حزنها وسوء حالها إلّا أنّ إله الشمس لم يعد يزورها ولم يكن يبادلها المشاعر، وكانت تتلهف وتضعف لأنّ الحب والشوق سرق ذكاءها، فقد كانت الأميرة الفارسية الحورية ليوكوثو هي فرحة هيليوس الشمس الوحيدة.
ومع ذلك جلست هناك وراقبت إله الشمس التي لم تنظر في طريقها أبدًا ولم تعد تبتسم لها أبدًا، ويقال إنّ أطرافها علقت بسرعة في التربة وانتشر شحوب مخضر حيث تحول جزء منها إلى نبات غير دموي وكان جزء آخر أحمر ياقوتي، وحيث كان وجهها زهرة مثل البنفسج (أي زهرة حجر الدم)، وعلى الرغم من أنّها تتأصل بسرعة إلّا أنّها تستدير نحو الشمس، ولقد تغير شكلها ولكن شغفها ما زال يحترق، وأخيرًا تجذرت قدميها اللطيفتين اللتين رقصتا بخفة مع الحوريات الأخرى، وفي الرمال الرخوة أصبحت ثيابها المتقلبة أوراقًا خضراء، وصار وجهها الذي كان دائمًا متجهًا نحو الشمس زهرة، ولا تزال هذه الزهرة تنمو في أماكن رطبة ورملية وما زالت تدور ببطء على ساقها وتظل وجهها دائمًا نحو الشمس.