أسطورة كوماتاس وعسل النحل

اقرأ في هذا المقال


تظهر قصة الآلهة مويسا وكوماتاس في كتاب بعنوان الأساطير اليونانية المفضلة من تأليف ليليان ستوتون هايد الذي نشر في عام 1904 من قبل دانيال كولامور هيث وشركاه، وتدمج العديد من قصص الأساطير القديمة مثل أسطورة الآلهة مويسا وكوماتاس حكايات ذات أخلاق زودت رواة القصص القدامى بأمثلة قصيرة من الحكايات المثيرة للأطفال والصغار حول كيفية التصرف والتعامل وعكس دروس الحياة المهمة، وأظهرت شخصيات الأبطال في هذا النوع من الحكايات فضائل الشجاعة والحب والولاء والقوة والمثابرة والقيادة والاعتماد على الذات، وفي حين أنّ الأوغاد أظهروا كل الرذائل وقتلوا أو عاقبوا من قبل الآلهة، فقد تم تصميم القصة والخرافة القديمة الشهيرة مثل الآلهة مويسا وكوماتاس للترفيه والتشويق وإلهام مستمعيهم الصغار.

أسطورة كوماتاس ومويسا

بعد فترة طويلة من أيام بيلليروفون اعتاد راعي ماعز معين يُدعى كوماتس (Comatas) الذي استأجره أحد الاثرياء لكي يعتني بماشيته، وكان هذا الراعي الذي يسمى كوماتاس يقوم بإطعام ماعزه على المنحدرات السفلية لجبل الهليكون (Helicon)، وفي إحدى المرات بينما كان كوماتاس يراقب الماعز والذي كان يرقد تحت أشجار الصنوبر ويلعب على غليون راعيه، والذي في بعض الأحيان عندما تكون الليالي دافئة بدلاً من قيادة ماعزه إلى المنزل في الحظيرة كان يمكث معهم على الجبل أثناء الليل والنهار على حدٍ سواء.

ذات مرة رأى الآلهة ترقص حول ينبوع هيبوكرين (Hippocrene) في ضوء القمر، وهذه الألهة تدعى تدعى مويسا أو ما تعرف باللاتينية موسى (Muses) بناءًا على ورد في الاساطير اليونانية حيث ليس بعيدًا عن النافورة كان هناك مذبحًا صغيرًا ينتمي إلى هذه المجموعة من الآلهة، ومرارًا وتكرارًا كان كوماتاس يعتقد أنّه يجب أن يجلب لهذه الآلهة بعض الهدايا ولكنه كان عبدًا ولم يكن له شيء في العالم يمكن أن يسميه ملكه لكي يقوم بإعطاء هذه الآلهة ما يملكه، وعندما أمضى حياته في رعاية الماعز شعر نتيجة لذلك أنّها يجب أن تنتمي إليه ولو جزئيًا، ولذلك في أحد الأيام أخذ طفلاً من القطيع وضحى به على المذبح كهدية لمويسا.

في تلك الليلة أحصى السيد الماعز ووجد واحدًا مفقودًا، وفي شغف عنيف أخذ كوماتاس ووضعه في صندوق كبير كان يقف في قاعة قصره، ثم أغلق الغطاء وأغلق الصندوق تاركًا الراعي المسكين يموت جوعاً، ولكن لم تنسى آلهة مويسا كوماتاس فلقد فاتهم صوت الأنابيب على المنحدرات العشبية لجبل هيليكون، كما اعتادت بعض العث الأرجواني العظيمة أن ترفرف معهم في رقصات ضوء القمر لذلك أرسلوا أحد هؤلاء لمعرفة مصير الراعي.

طارت العثة مباشرة إلى أكواخ العبيد ولكنها لم تجد كوماتاس هناك ثم حلقت في إحدى نوافذ القصر، وكان سيد كوماتاس جالسًا على طاولة طويلة مع أصدقائه يشربون الخمر، وأخذت العثة الأرجوانية رشفة من إحدى الكؤوس ثم رفرفت بتهوية حول أحد المصابيح البرونزية الطويلة، وبعد ذلك زحفت فوق الستائر حيث كان هناك حقل كامل من الزهور مزين بالتطريز، وسرعان ما تعبت من الزهور المطرزة التي ليس لها حلاوة ونزلت إلى الأرض حيث جذبتها رائحة صندوق الأرز، وزحفت على جانب الصندوق واختلست النظر من ثقب المفتاح ووجدت كوماتاس، ثم طارت بسرعة إلى جبل هيليكون لتخبر مويسا.

إنقاذ النحل لكوماتاس

في اليوم التالي حلقت نحلة عسل عند بوابة القصر وقابلت سيد كوماتاس وأعطته لسعة على أنفه، ولم يمض وقت طويل على ذلك حيث ربما تكون خادمات المنزل أو الحراس إذا نظروا قد رأوا نفس النحلة تزحف على الجانب المنحوت من صندوق الأرز، وتدخل من ثقب المفتاح الذي كان بابًا كبيرًا بما يكفي عسل النحل، وسرعان ما جاء نحل آخرون بأكياس عسلهم ممتلئة ودخلوا من نفس الباب الصغير وخرجوا مرة أخرى بأكياس العسل فارغة.

في أحد الأيام بعد أن ظل كوماتاس محبوسًا في صندوقه لمدة عام وتسبب سيده القاسي في فتح الصندوق متوقعًا بالطبع ألّا يجد شيئًا سوى حفنة من العظام، ولكن حدثت المفاجأة حيث كان هناك يجلس كوماتاس على قيد الحياة وبصحة جيدة حيث كان هذا رائعًا بالفعل، وأخبر كوماتاس كيف كان النحل تفوم بتغذيته، ومع علم سيده أنّ جميع نحل العسل كانوا خدامًا خاصًا لمويسا اعتقد بالفعل أنّ مويسا أنفسهم قد أخذوا كوماتاس تحت حمايتهم وبعد ذلك عاملوه بأكبر قدر من الاحترام وأقصى درجات اللطف.


شارك المقالة: