أشعار أبو نواس في الرثاء

اقرأ في هذا المقال


ثقافة أبو نواس:

يُعد أبو نواس من شعراء العصر العباسي ، حتى عرف عنه أنه كان شاعر الخمريات، كما أنه اتصل بعلماء وأدباء اللغة، وتعلم اللغة العربية الفصحى وقواعدها على أيدي علماء عصره، إلى جانب أن أشعاره كانت تضم العاطفة والعفة.

أشعار أبو نواس في الرثاء:

يُعد الرثاء عند أبو نواس جميل التعبير، حيث يُظهر في شعره العاطفة والحزن، حتى أنه تميز بخلوه من المبالغة، إلى جانب ذلك فقد رثى أبو نواس الكثير من العلماء والحكام والقادة وغيرها، كما امتاز شعره بالصدق للمرثي.

فقد رثى خلف الأحمر في قصيدة، قائلاً:

طَوى المَوتُ مابَيني وَبَينَ مُحَمَّدٍ
وَلَيسَ لِما تَطوي المَنِيَّةُ ناشِرُ

فَلا وَصلَ إِلّا عَبرَةً تَستَديمُها
أَحاديثُ نَفسٍ مالَها الدَهرَ ذاكِرُ

وَكُنتُ عَلَيهِ أَحذَرُ المَوتَ وَحدَهُ
فَلَم يَبقَ لي شَيءٌ عَلَيهِ أُحاذِرُ

لَئِن عَمَرَت دورٌ بِمَن لا أَوَدَّهُ
فَقَد عَمَرَت مِمَّن أُحِبُّ المَقابِرُ

وأيضاً رثاء الرشيد، قائلاً:

النّاسُ ما بينَ مَسرُورٍ ومَحزُونِ
وذي سَقامٍ بكفّ الموْتِ مرْهونِ
مَنْ ذا يُسَرّ بدُنْياهُ وبَهجَتِها
بعدَ الْخَليفَة ِ ذي التّوفيقِ هارُونِ

وأيضاً رثاء محمد الأمين، قائلاً:

طوى الموت مابينى وبين محمد
وليس لما تطوى المنية ناشر
فلا وصل الا عبرة تستديمها
احاديث نفس مالها الدهر ذاكر
لئن عمرت دور بمن لا اوده
لقد عمرت ممن احب المقابر
وكنت عليه احذر الموت وحده
فلم يبق لى شى عليه احاذر
وأيضاً كان يرثي الحيوانات، فقال في رثاء الكلب:

يا بؤس كلبي ســـيد الكـــلاب قد كان أغناني عن العُقابِ
يا عين جودي لي على خلاّبِ مَنْ للظباء العفر والذئابِ؟
خرجت والدنيــــا إلى تبــــــــاب به وكان عدّتي ونابي
فبينما نحن به في الغــــــــــاب إذ برزت كالحة الأنيابِ
رقشــــاء جــــــرداء من الثيـــاب لم ترع لي حقاً ولم تحابِ
فخـــرّ وانصاعت بلا ارتيــاب كأنما تنفخ في جراب

المصدر: كتاب " نوادر أبي نواس " إعداد يوسف عيسىكتاب " أبي نواس " تحقيق وشرح سليم خايل قهوجيكتاب " ديوان أبي نواس " تحقيق الدكتور بهجت عبد الغفور الحديثي


شارك المقالة: