أشعار بشار بن برد في الهجاء والفخر

اقرأ في هذا المقال


شاعرية بشار بن برد:

كان لبشار بن برد مجموعة من الأغراض الشعرية كالغزل والمدح والوصف والرثاء والحكمة، وقد عُرف بشار بن برد في قدرته العالية على إتقان الشعر والتوافق بين المعاني والصور الفنية، فهو شاعر من شعراء العصر العباسي كما عُرف عنه أنه كان من الشعراء المطبوعين، حيث كان بعيداً عن التكلف والتصنع.

الهجاء والفخر عند بشار بن برد:

كان بشار بن برد يهجو الناس كلها وهذا يعود إلى عدة عوامل ومنها:

  • فقره وأسرته.
  • عماه: حيث ولد فاقداً لبصره؛ الأمر الذي جعله إنساناً حقوداً.
  • نظرة الناس إليه: حيث كان الناس ينظر إليه نظرة احتقار؛ الأمر الذي ولّد في نفسه الكراهية والبغضاء.
  • رغبته في الشهر: حيث سعى لتحقيق شهرةً عالية تجعل منه شخصية لها مكانتها، حتى أنّه كان يسعى إلى أن يصل إلى مكانة كل من الشاعر الجرير والفرزدق.
    كان بشار بن برد شديد الفخر بنفسه حيث كان يفتخر في أصله الفارسي؛ خاصةً وأن أجداده كانوا من ملوك الفرس حيث قال:
    أنا ابن ملوك الأعجمين تقطَّعت
    عليَّ ولِي في العامِرِين عِمادُ
    إذا ما غضبنا غضبةً مضريةً
    هتكنا حِجاب الشمس أو قَطَرت دَما
    إذا ما أعَزنا سيدًا من قبيلة
    ذُرا مِنبرٍ صلى علينا وسلما

أشعار بشار بن برد في الهجاء:

كتب بشار بن برد العديد من القصائد التي كان يهجو فيها الكثير ممن حوله، حيث ذم في هجائه المقذع الخبيث قائلاً:

خليلي من كعـبٍ أعينا أخاكمـا
على دهـره إن الكريمَ معينُ

ولا تبخلا بخـل ابن قزعة إنّـهُ
مخافـة أن يرجى نداه حزينُ

إذا جئتهُ في الخلق أغلق بابـهُ
فلـم تلقـهُ إلا وأنت كميـنُ

إذا سلـم المسكيـن طار فؤادهُ
مخافةَ سؤلٍ ، واعتراه جنونُ

كأن عبـيد الله لـم يـر ماجدا
ولم يدر أن المكرمات تكونُ

هذا وقد ذكر بشار بن برد في هجائه ابن قزعة قائلاً :

بجـدّك يا بن قزعة نلت مالا
ألا أن اللئـام لهـم جـدودُ

ومن حذر الزيادة في الهـدايا
أقمت دجاجة فيـمـن يزيـدُ

ومن باب السخرية اللاذعة قوله في هجاء المسعود:

وسائلٍ عن يدي مسعود قلت لهُ
هو الجوادُ ولكن ليس في الجودِ

غيثُ الروابي إذا حلت بساحتهِ
وآفة المـالِ بين الزقِ والعـودِ

هذا وقد ظهر في معظم هجاء بشار بن برد بعض من الحكمة والمثل، حيث قال في هجاء محمد بن العباس:

ظل اليسار على العباس ممدودُ
وقلبـه أبـدا بالبـخل معقـودُ

إن الكـريم ليخفي عنك عسرته
حتى تـراه غنيا ، وهو مجهودُ

وللبـخيـل على أمـواله عللٌ
زرق العيـون عليها أوجه سودُ

إذا تكرهت أن تعطى القليل ولم
تقدر على سعةٍ لم يظهر الجودُ

أورق بخيـرٍ تُرجى للنوال فما
ترجى الثمارُ إذا لم يورق العودُ

بث النـوال ولـم تمنـعك قلتهٌ
فكل ما سد فقـرا فهو محمـودُ

أشعار بشار بن برد في الفخر:

أغلب أشعار بشار بن برد كان يفتخر بنفسه، قائلاً:

عبد إني إليك بالأشواق
لتلاقٍ وكيف لي بالتلاقي

أنا والله أشتهي سحر عينيـ
ك وأخشى مصارع العشاق

وأهابُ الحرسيّ محتسبَ الجنـ
د يلف البرئ بالفساق

فاصبري مثلما صبرتُ فإن الصبـ
ـر حظّ من صالح الأَخلاق

إِنني من بني عُقَيْلِ بنِ كعب
موضع السيف من طلى الأعناق

كان بشار يفتخر بنفسه لأنه أصله فارسي، قائلاً:

أباهلَ إنِّي للحروب عواد
وإِنَّ رِدائِي مُنْصُلٌ وِنجَادُ
أباهل هزوا لي فتى ًغير مدخلٍ
فإِنَّ سَمَاء الباهِلِيِّ جَمَاد
إذا ما رآني الباهلي ابن كشكشٍ
تَقنَّعَ أوْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ بِلادُ
وإني لشغَّارٌ مراراً وربَّما
سهلتُ وعندي للخليلِ وداد
وهبْت لأَير الضَّالِمِيِّ أسْتَ شَاعِر
وقُدْت ابْن نِهْيَا والأَسُودُ تُقَادُ
فأصبحت لا أخشى عداوة مجلب
يَدُ اللّه دُوني واللِّسانُ حَصَادُ
أنا ابن ملوك الأعجمين تقطَّعت
عليَّ ولِي في العامِرِين عِمادُ
خطبْتُ وما أَهْدى لِيَ اللُّؤْمُ بِنْتَهُ
وشِبْتُ ومايحْمي حِمَايَ نِجَادُ

ومُشْفِقة ٍ مِنِّي على فرخ كَشْكَش
فقلْتُ لها بقياً عليْهِ فَسَاد
وما في هلاكِ ابْن الخُلَيْقِ لِرَهْطِهِ
فسادٌ ولكِنْ في البقاءِ فَسَاد
دَعَاني وما أَصْبحْتُ صوْت ابنِ كشْكشٍ
لأنكح أختيه وفيَّ بعاد
فقلْتُ له عِنْدِي مِن الطَّعن أَرْبع
صِلابٌ وماعِنْدِي لهُنَّ كِرادُ
عليك بطاووس الحبوش لأيره
مناعم زهر منهما ووعاد
نَزا بِك زِنْجِيٌّ وأمُّك سَلْفَعٌ
من البرص لا تصطادهم وتصادُ
فجِئْتَ كَبَغْلِ السوء بين عرِينة ٍ
وبين حمارٍ حطَّ عنه مزادُ
إذا صهلت أمَّاتُهُ حنَّ أيرهُ
لهنَّ فكانت مَحْجة ٌ وسِفادُ



شارك المقالة: