أشعار دعبل الخزاعي في الهجاء

اقرأ في هذا المقال


حياة دعبل الخزاعي:

دِعبل الخُزَاعي، اختلف في اسمه وكنيته ولم يتفق المؤرخون على اسمه فقد ذكرت بعض المصادر التاريخية والأدبيهة دعبلاً بأسم: الحسن، عبد الرحمن أو محمد وله كنيتان: أبو جعفرأو أبو العلي، ولكنه أشتهر بأبو العلي.
ولد في سنة “148” للهجرة.

هو شاعرٌ من مشاهير الشعراء في العصر العباسي، كانت شخصية دعبل تمتاز بالعزم والقوة والاستمرار على المبدأ، كما أن شخصيته تختلف عن باقي شعراء عصره الذين أكثرو من شعر المديح في الحكام العباسيون، فكان يعبر بصدق عما كان يشاهده من أحداث عاشها الكثيرون، مما لون شعر دعبل بطابع الهجاء وكان يهجوا الحكام دون خوف.
لُقب دعبل الخزاعي” كما قيل أن التي لقبته الدايه بدعبل؛ لدعابة كانت فيه”، ولد دعبل في بيت علم وفضل وأدب فكان والده وعمه وأخوه شعراء فاخذ دعبل عنهم أو منهم الشعر والعلم فتعلم الشعر وأصوله وفهم معانيه وحفظ الكثير من الأبيات الشعرية والقصائد.

أشعار دعبل الخزاعي في الهجاء:

عُرف عن دعبل الخزاعي أنّه لم يكتب بالمدح بل كانت أكثر أشعاره بالهجاء والانتقاد، كان في هجائه يفتت القلب ويمحو الصبر، قال قصيدة يجهو فيها المعتصم عندما عرف أن المعتصم يريد قتله، قائلاً:

بكى لشتاتِ الدينِ مكتئبٌ صبُّ
وَفَاضَ بِفَرْطِ الدَّمْعِ مِنْ عَيْنِهِ غَرْبُ
وقامَ إمَامٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِدَايَة ٍ
فَلَيْسَ له دِينٌ، وَلَيْسَ لَهُ لُبُّ
وما كانت الأنباءُ تأتي بمثلهِ
يُمَلَّكُ يَوْماً، أَوْ تَدِينُ لَهُ العُربُ
ولكنْ كما قالَ الذين تتابعوا
من السلفِ الماضي الذي ضمهُ التربُ
مُلوُكُ بني العَبَّاسِ في الكُتْبِ سَبْعَة ٌ
ولم تأتنا عن ثامنٍ لهم كتبُ
كذلكَ أهل الكهفَ في الكهف سبعة ٌ
خيارٌ إذا عدُّوا ، وثامنهم كلبُ
وإنّي لأُعلي كلبَهُمْ عَنْكَ رِفْعَة ً
لأنكَ ذو ذنبٍ وليس له ذنبُ
كأَنَّكَ إِذْ مُلِّكْتَنا لِشَقَائِنَا
عَجُوزٌ عليها التاجُ والْعِقدُ والإِتْبُ
لقد ضاعَ أمرُ الناس إذْ ساس ملكهم
وصيفٌ و أشناسٌ وقد عظمَ الكربُ
و فضلُ بن مروانُ * سيثلم ثلمة َ
يظلُّ لها الاسلام ليس له شعبُ
وهمكَ تركيٌّ عليهِ مهانة ٌ
فأنت له أمٌ وأنت له أبُّ
وَإِنِّي لأرجو أَن يُرَى مِنْ مَغيبِها
مطالعُ شمسٍ قد يغصُّ بها الشربُ

وعند موت المعتصم تولى الواثق، قائلاً:

الحمد لله لا صبر ولا جلد
ولا عزاء إذا أهل البلا رقدوا

خليفة مات لم يحزن له أحد
وآخر قام لم يفرح به أحد

فمر هذا ومر الشؤم يتبعه
وقام هذا فقام الويل والنكد

وأيضاً قال في هجاء إبراهيم بن المعدي:

يا معشر الأجناد لا تقنطوا
وارضوا بما كان، ولا تسخطوا

فسوف تعطون حنينية
يلتذها الأمرد والأشمط 

والمعبديات لقوادكم
لا تدخل الكيس ولا تربط

وهكذا يرزق أصحابه
خليفة مصحفه البربط

قد ختم الصك بأرزاقكم
وصحح العزم فلم تغمطوا

بيعة إبراهيم مشؤومة
تقتل فيها الخلق أتقحط


شارك المقالة: