اقرأ في هذا المقال
يرجع أصل المثل الذي شاع على الألسنة وفي المجالس إلى الجاهلية وله قيمة عالية إذ يصور لنا واقع المجتمع في ذلك الزمن ومن هنا سنتناولها من خلال الكلام المنظوم الجاهلي.
سياقات توظيف الأمثال في الشعر الجاهلي
1- السياق التاريخي: لجأ الشاعر للاستفادة من المثل الذي يحمل أبعاد تاريخية لشغفِه بإحاطة هذه الحقائق بسياج أدبي يحميه من الاندثار والضياع، وإكسابه قيمة أدبية ومن هذه الأمثال: ” زمن الفطحل” ووظفه الشاعر رؤبة في أبياته منشدًا:
فقلت لو عُمّرتُ عُمْر الحِسْل
أو عُمْر نوحٍ زمن الفِطحْل
2- السياق القصصي: تعلقت الأمثال بالقصصِ تعلقًا قويًا لكل مثل حكاية ويَعمَدُ الشاعر إلى تحويل هذه القصة في سياق الشعر ومثال على هذه الأمثال: “جزاء سنمّار” ووظفه الشاعر:
جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا
جزاء سنمار وما كان ذا ذنب
3- السياق التعليلي: وفي هذا السياق يتوجه الشاعر إلى توظيف المثل في سياق تعليلي أي يجعله سبب لنتيجة ومثال على هذا النوع ” ألقِ دلوك في الدلاء” وعنه أنشد الشاعر:
وليس الرزق عن طلبٍ حثيث
ولكن ألقِ دَلّوك في الدلاء
تجيء بملئها طورًا وطورًا
تجيء بحمأةٍ وقليلِ ماءِ
نماذج الشعر المشتملة على الأمثال
1- قول امرؤ القيس:
الله أنجح ما طلبت به
والبر والخير حقيبة الرحل
2- قول الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
3- قول عنترة بن شداد:
نبئت عمرًا غير شاكر نعمتي
والكفر مخبثة لنفس المنعم
أشهر الحكم في الشعر الجاهلي
عجت المقطوعات في الجاهلية بالكثير من الحكم المأخوذة من التجارب والخبرة ومثال على هذا:
1- أبيات زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امرىءٍ من خليقةٍ
وإن خالها تخفى على الناس تُعلَم
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ
زيادتُهُ أو نَقصُهُ في التكلُّمِ
2- أبيات طرفة بن العبد:
إِذا شاءَ يَوماً قادَهُ بِزِمامِهِ
وَمَن يَكُ في حَبلِ المَنيَّةِ يَنقَدِ
3- أبيات نظمها الأعشى:
تُسَرُّ وَتُعطى كُلَّ شَيءٍ سَأَلتَهُ
وَمَن يُكثِرِ التَسآلَ لا بُدَّ يُحرَمِ