العطاء هو من أفضل الفضائل الإنسانية الموجودة في الإنسان، ويتجلى مفهموم العطاء في التضحية والبذل من أجل الآخرين، ويكمن ذلك في عدم حب الذات فقط، وإنما يمتد ليشمل الآخرين أيضاً، وكما يقصد به التجرد من حب التملك والأنانية، وفضل البذل على الاحتكار، فالنقود والأشياء الأخرى التي تتمثل بالعطاء هي مجرد وسيلة لا هدف، وبالتالي ليس لها القدرة في السيطرة على أهواء الشخص.
مضمون مثل “أعطاك مرتين من أعطاك بسرعة”:
يُعد هذا المثل الإنجليزي من أروع الأمثال الإنجليزية المشهورة التي تداولت بشكل كبير وواسع في المجتمعات الغربية، وقد ترجم إلى اللغة العربية وتناوله العرب في حياتهم المجتمعية؛ لأن العطاء من السمات الإنسانية التي توجد في جميع الخلق البشري.
حيث شرح المثل وبين المعنى المقصود منه، وهو أنه عندما تأتي الهدية في الوقت الذي يحتاج فيه الشخص إليها، فإنه يسعد بها كثيراً، ويستفيد منها كثيراً، بخلاف ما لو جاءت بعد أن يكون الشخص قد تغير حاله، ولم يعد بحاجة إليها، وقد ظهرت العديد من المرادفات للمثل الإنجليزي من التراث العربي، وبالفعل فإن المثل القائل: أعطاك مرتين من أعطاك بسرعة، قد سمعناه وتداولناه في تراثنا من الأمثال العربية الأصيلة، ومنها المثل القائل: خير البر عاجله.
فبعنى المثل يتضح بأنه من الضروري عندما تفكر في أمر ما، وتجد فيه طموحك ونجاحك، تلجأ إلى القيام به فوراً وتتوكل على الله، فتأخيره ليس في مصلحتك، وربما يكون عبء عليك فيما بعد، وهو ما يعطي مرادف لنفس معنى المثل الإنجليزي المذكور.
دلالة مثل “أعطاك مرتين من أعطاك بسرعة”:
تتجسد في العطاء أشكال وصور كثيرة، وليس من الضروري أن يقتصر على المال فقط، وإنما العطاء المعنوي يكون أكثر أهمية من المال والملبس والمسكن عند معظم الفئات، فهناك من هم بحاجة للحب والاحترام والتقدير و العرفان، فالشعور بهذه الأمور، يُشعرهم بأن لهم دور في هذه الحياة هو أعظم بكثير بالنسبة لهم، وهو ما يسمى بالعطاء غير المنظور، وكما تنبع من العطاء آثار إيجابية عديدة تورث صاحبها النفع بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، ومنها أنها زادت من طاقات الأمة والفرد، وتساعد في كسب الاحترام والثقة والمحبة من قِبل الناس، وتعمل على توسيع آفاق الأمة في تنمية وبناء وتماسك المجتمع.