المثل هو تعبير عفوي عن أحداث ومواقف التي تمر في حياة الناس، فمهما اندثر من الأجيال القديمة، فإن أمثالهم وحكمهم تندرج إلينا، فنستخدم منها العبر ونأخذ بها للحديث عن موقف معين.
وتختلف الأمثال بطريقة ألفاظها لكن المضمون من كل مثل يبقى واحد، وهو يكون عبارة عن جملة توارثت عبر الأجيال تحمل في صفاتها بلاغة العبارة واستعماها الشائع من جميع الطبقات، كما أنها ملخص خبرات وعناء حظيت عند الناس بالثقة التامة، فيهتدون بها في حل المشاكل القائمة من خلال الخبرات المكتسبة من مشاكل حصلت قديماً وأخذوا منها العبرة بشكل قصير وموجز.
مضمون مثل “أغيرة وجبنا”:
في العديد من الأمثال يلعب العقل الجمعي في دور الإستبدال بالصور الإيجابية والسلبية، فمنها ما ينبثق عن طرافة وحكم مستترة وخبرة في الحياة، ومنها ما ينبثق عن حماقة تتعلق بخبرة البشر وويلاتهم.
كما أن العديد من البشر يمتلكون الخوف والجبن من مواجهة الآخرين، ويبتعدون عن مواجهات قد تكون ضرورية في أغلب الأحيان، وقد تحدثت الأمثال عن هذا النوع من الناس، واقتبست هذا النوع من الأمثال من المواقف والأحداث الحقيقية والقصص القديمة التي جعلتها تشتهر لدى العرب.
قصة مثل “أغيرة وجبنا”:
خرج هذا المثل من لسان إمرأة عربية متزوجة، حيث كانت تعاير زوجها بالجبن والخوف، ففي أحد الأيام حصلت مشكلة بينه وبين رجل أخر، فاختبأ في بيته ولم يقوى على مواجهة ذلك الرجل، فحينها رأى زوجته تشاهد المشاجرة بين الناس، فأبرحها ضرباً حتى تعكف عن المشاهدة.
بينما زوجها يقوم بضربها قالت له: أغيرة أم وجبنا؟ وقد كانت تعني بها أنه كيف يغار عليها وهو جبان خاف من مواجهة عدوه، فسألته بدهشةٍ عن أمرين في وقت واحد كارهةً ما يفعلهُ زوجها، لأن؛ تصرف بالشكل الخطأ في كلا الجهتين، ففي الجهة الأولى استطاع أن يستقوي عليها ويقوم بضربها في وقت كان يجب أن يعاملها بالحسنى، ومن الجهة الأخرى عندما اختبأ من عدوه في البيت ولم يقوى على مواجهته، في حين كان يجب أن يستجمع قواه ويتواجه مع عدوه.
صياغة مثل “أغيرة وجبنا”:
جاءت صياغة هذا المثل بهذه الطريقة اعتماداً على نصب المصدر الرئيسي للكلمتين، كما أنه ممكن أن يكونا قد نصبا بهذا الشكل؛ لإضمار فعل كالفعل أتجمع.