أليست الوحدة خيرًا من عشير النكد؟
نجيب محفوظ
كيف تطالب أحداً بالتزام فضيلة و أنت الّذي لا تؤمن إلّا بنزواتك.
لمَ لا نسجّل اللحظات السّعيدة لنصدقها فيم بعد.
كيف يحطّم الأسير أغلاله؟ أتخيل دنيا مباركة، بلا إثم، بلا أُسَر، بلا التزامات اجتماعيّة، دنيا تنبض بالخلق و الإبداع و الفكر وحدها. دنيا تحظى بالوحدة المقدّسة فلا أب ولا أم ولا زوجة ولا ذريّة. دنيا يمضي فيها الإنسان خفيفاً، غائصاً في الفنّ وحده.
ما هي الحياةُ في نظركَ؟ هي معركةُ الروحِ ضد المادَّة.
و الموت ما موقعه من هذه المعركة؟
قلت بثقة:هو الإنتصار النّهائي للروح.
إنِّي أدمنُ الحُلم كما يدمنُ أبي الأفيون. بالحلمِ أغيِّر كلَّ شيءٍ وأخلقُهُ.
إنّي أحتقرُ الماضي وأُولدُ من جديد.
في كائنِي البدائيِّ ركنٌ ساذج يطيبُ له أحياناً أنْ يبكي الأطلال.
ينتصرُ الإنسان على الشيّطان بوسائل الشّيطان نفسه.
هؤلاء الناس يتصارعون فوق الخشبة أمّا هنا فيقفون صفّاً واحداً في جانباً واحداً في جانب الشرّ. إنّهم ممثلون. حتّى النّاقد ممثل أيضاً. لا شيء حقيقيّ إلّا الكذب.
يا له من عذاب يهون إلى جانبه أي عذاب. حتى عذاب البيت القديم. الفشل في الفن موت للحياة نفسها. هكذا خُلقنا. والفن بالنسبة لي ليس فنا فحسب ولكنّه البديل عن العمل الّذي يطمح إليه المثالي العاجز.
ماذا فعلت لمقاومة الشر ّمن حولي؟ وما العمل إذا عجزت أيضاً عن الجهاد في الميدان الوحيد المُتاح وهو المسرح؟