ألیس الله بأحكم الحـاكمین

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَـٰكِمِینَ﴾ [التين ٨]

هذا السؤال الذي تضمنته هذه الآية الكريمة، طالما قرأناه، وكثيراً ما تلوناه فهل أدركنا شيئاً من أثره في نفوس المتدبرين؟

إنَّ المؤمن كلما تأمل في أفعال الله بالإمم الماضية، وتأمل في الحياة، وكيف قدر الله الأقدار؛ امتلاء قلبه إجلالاً وتعظيماً لحكمه في تصريف شؤون الخلق، وعلم أن ما يخفى من الحكم أعظم مما يظهر للناس، وكلما استشعر قلبه تلك الحكم والمقاصد اطمأن وزاد يقينه بربه.

ومن ذلك ما يقدره الله تعالى بحلول المصائب والنكبات، فإن لها حكماً جليلة، منها: ظهور كمال علم الله تعالى وقدرته وعجز الإنسان وفقره وضعفه، وذلك حين يعجز الإنسان عن دفع الضر عن نفسه وهو يظن أنّه استكمل أسباب الوقاية والحذر، وحين لا يدفع حي عن نفسه موتاً، وحين لا يدفع غني عن نفسه مرضاً، وحين تقع الزلازل والبراكين في ثوان معدودة تهز الأرض ومن عليها ثم تغير معالمها، وتقف أمامها قوى المخلوقين مشدوهة قاصرة، فسبحان من لا تخفى عليه خافية في السماء ولا في الأرض.

ومنها ما يصيب المجتمع المسلم من  فتن ومصائب، ففي ذلك تمحيص المجتمع المسلم، وتمييز للصادق من المنافق؛ فإنّه حال الرخاء لا يظهر فيها الصادق من الكاذب، فاقتضت حكمة الله تعالى أن تتغير بعض الأحوال ليعرف المؤمنون أحوالهم، وتتمايز صفوفهم؛ وليكون جزاء المنافق على ما كسب من قول وعمل ﴿لِیَمِیزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِ وَیَجۡعَلَ ٱلۡخَبِیثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضࣲ فَیَرۡكُمَهُۥ جَمِیعࣰا فَیَجۡعَلَهُۥ فِی جَهَنَّمَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ [الأنفال ٣٧]


شارك المقالة: