الصورة الفنية تتضمن دلالات رمزية في ذات الأديب وترتبط بحواسه وتم ورودها بأنماطٍ متباينة في العمل الأدبي فنرى منها ما هو كثير خاصة ما يتعلق بالبصر ومنها ما هو معتدل كباقي الحواس.
أنماط الصورة الفنية في شعر عبيد بن الأبرص
1- الصورة البصرية: تعد العين من أدق الحواس وأكثرها تأثرًا بالواقع وبواسطتها يتم الاحتكاك بالأحداث وخوض التجارب، تميز عبيد بحدّة إبصاره فمن الطبيعي أن تأخذ الصورة منزلة عالية في أدبه تبلورت نتيجة تأمله مشاهداته وشاهد عليها في مقطوعاته ما نظمه:
بِتنا وَباتَت عَلى نَمارِقِها
حَتّى بَدا الصُبحُ عَينُها أَرِقَه
كما لجأ عبيد بن الأبرص إلى الصور اللونية واصفًا شدة الحرب التي أشعلها الأعداء حيث أنشد:
ناراً بِها طَيرُ الأَشائِمِ يَنعَبُ
2- الصورة الذوقية: برز هذا النوع في مقطوعات عبيد بن الأبرص خاصة عند وصف الخمر الذي كان يتباهى بشربها ويسرف في إنفاقه من أجل توفيرها رغم يقينه بضررها وأنه سيتركها يومًا ما حيث نظم في هذا:
إِن أَشرَبِ الخَمرَ أَو أُرزَأ لَها ثَمَناً
فَلا مَحالَةَ يَوماً أَنَّني صاحي
3- الصورة اللمسية: ضاهت حاسة اللمس البصر في الأهمية حتى كادت أن تنوب عنه فالشّاعر يدرك مواطن الجمال ويتغنى بها من خلال اللمس والاستشعار كالنعُومة أو الخشونة وغيرها وبرزت هذه الصورة في مقطوعات عبيد بن الأبرص حيث وظفها في أبياته التي أنشد فيها:
صَليتُم بِلَيثٍ ما يُرامُ عَرينُهُ
أَبي أَشبُلٍ بَعدَ العِراكِ عَضوضِ
كما لجأ إلى الصورة اللمسية كي يتغزل بمحبوبته التي وصفها بالنعومة حين قال:
وعبلة كمهاة الجو ناعمة
كأن ريقتها شيبت بسلسال
4- الصورة السمعية: وهي استنباط الصورة عن طريق السمع وتميز الأصوات إن كانت حسنة أو قبيحة من خلال الكلام، وقد وظف الشاعر هذا النوع في في مقطوعات الفخر حين تباهى ببسالة بني أسد:
تَمشي بِهِم أُدمٌ تَئِطُّ نُسوعُها
خوصٌ كَما يَمشي الهِجانُ الرَبرَبُ