لا يكفي بالطبع أن تتوافر المخطوطات، إذ يجب أن يكون لدى المرء فكرة عما يمكن للمرء أن يجد في هذه المجموعات من المخطوطات، وفي هذه الحالة لدينا أداة لا غنى عنها لتحديد التراكيب القرائية والكتابات الفيزيائية والببليوغرافية ولمعرفة أهمية كل مخطوطة تاريخية وأدبية وجغرافية وموسيقية وغيرها من مضمون المخطوطة المراد قراءته.
أهمية المخطوطات
من المهم أن يعتني الباحثون في المخطوطة التي بين أيديهم؛ حتى يتم نقلها للحصول على المعلومات القيمة منها مهما كانت، إذ تعتبر ذات قيمة نافعة لدى العديد من مدرسي الجامعة وطلبة العلم، إذ تعتبر المخطوطات ذات أهمية كبيرة لما تنقله من تاريخ الأمة وعلمها وأدبها ولغتها ونشأتها، إذ لا شك بأنه نحتاجها لليوم، بل أنه كلما زادت السنين زادت الحاجة إليها وتكبر أهميتها، وفيما يلي الشروط التي يجب أن تكون بباحث ومحلل وناسخ المخطوطات:
- يجب أن يكون على اطلاع بسيط باللغة التي يريد تحليلها لنقل المعلومة بدقة.
- يجب أن يكون عارفاً بأصول تحقيق المخطوطة وضوابطها الشرعية ويتصف بالأمانة وأيضاً.
- من المهم أن يتحلى بالصبر؛ حتى يتم تحليل ونسخ المخطوطة وتجاوز المعلومات الصعبة والدقيقة.
- يجب أن يكون الباحث أو محلل المخطوطة على علم ومعرفة بعلم المكتبات وكيفية ترتيب المخطوطات بها.
إذ نظرنا للكتب الحديثة بطريقة إعدادها لتاريخ الدولة أو تلحين الموسيقى أو رسم الخرائط أو إجراء عمليات حسابية، قد نرى بأنها لا تتجاوز العدد القليل من الصفحات الورقية وليست كالمخطوطات التي تقدر إعدادها بالملايين، وأما من يقول بأن المطبوعات في الوقت الحاضر تكفي عن الحاجة للمخطوطات فهو ليس على علم كافي بأهميتها وصدق معلوماتها، فلا بد من كل ناسخ وكاتب عن المخطوطات أن يدون اسمه الكامل ورقم الطبعة وتاريخ النشر واسم المخطوطة وعدد أوراقها والوصف الكامل لها دون إضاعة أي حرف أو كلمة.
لا يعني دائماً من أن جميع المخطوطات على أهمية كبيرة؛ وذلك لأن بعض المخطوطات قد تم نسخها بدقة وبالصورة الصحيحة ولا تحتوي على أي معلومة مهمة، بل كانت مذكرة لشخص أو رسالة من شخص لآخر ليس لها أي أهمية والبعض يكون محتواها قد أخفي ولا يحتوي على العدد الكبير من الكتابات وتكون أكثر أهمية من المخطوطة التي نقلت حرفياً.