أهم الحيوانات غير الأليفة في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


كانت البيئة هي المُلهم الرئيسي لشُعراء الجاهلية منها يستمدون مواضِيعهم وصورهم فنراهم يصفون كل ما فيها خاصة الحيوانات وقد تطرقوا إلى ذكر غير الأليفة منها.

وصف الحيوانات غير الأليفة في الشعر الجاهلي

1- الأسد: رغم عدم مشاهدته من قبل رواد الأدب القدامى إلا أنهم توجهوا إلى وصفه وذكر قوته وهناك من رآه مثل أبو زبيد الطائي الذي خط له لوحات صادقة في مقطوعاته مصورًا شكله وواصفًا صوته بدقة ومما نظمه فيه:

فَلا يَعلِقَنكُم مِهصَرُ النابِ عَنبَسٌ

عَبوسٌ لَهُ خَلقٌ غَليظٌ غَضَنفَرُ

كما شبه الشعراء أنفسهم بالأسود لما تملكه من بأس وشجاعة ذاكرين صفاته التي تشبه كثيرًا صفاتهم ومنهم عروة بن الورد حيث ردد:

تَبَغّانِيَ الأَعداءُ إِمّا إِلى دَمٍ

وَإِمّا عُراضِ الساعِدَينِ مُصَدَّرا

2- الذئب: رأى الشعراء الذئب في الصحراء التي تنقل في أرجائها فتطرقوا إلى وصفه هائم يتضور من الجوع، فاستغل رواد الأدب هذا وشبهوا حال الذئب بأنفسهم سواء من ناحية الفقر والشعور بالجوع أو من ناحية وحدته وعيشه دون أهل، ومن الأبيات التي تناولت صورة الذئب قول الشاعر:

ومَاءٍ كَلَونٍ البَوْلِ قَدْ عَادَ آجِنًا

قِلِيلٍ به الأصواتُ في كَلإٍ مَحْلِ

وفي صور أخرى نرى تأبط شرًا يتحدث مع الذئب وكأنه الرفيق والونيس في الإقامة أو الترحال ويقول فيه:

قِرْبَةِ أَقْوَامٍ جَعَلْتُ عصَامَهَا

على كَاهِلٍ مِنِّي ذَلُولٍ مُرَحَّلِ

3- الضباع: توجه الشعراء إلى وصف الضبع وذكر صفاته وشكله الخارجي حيث تعرفوا عليه من خلال رحلاتهم في الصحراء التي سمحت لهم بالتعرف عليه وعلى صفاته وهيئته ومن رواد الأدب الذين تطرقوا إلى ذكره في مقطوعاتِهم الشنفري حيث أنشد:

ولي دونكم أهلونَ سِيْدٌ عَمَلَّسٌ

وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ

كما تناول قيس بن حدادية صورة الضبع في مقطوعاته موضحًا حالة التشرد والفقر والجوع التي يشعر بها الضبع مشبهًا حياته بحياة الصعاليك التي لا تختلف عنهم حيث أنشد:

وتجر مجرية لها

لحمي إلى أجر حواشب

سود سحاليل كأن

جلودهن ثياب راهب


شارك المقالة: