أوليات البديع

اقرأ في هذا المقال


أوليات البديع في الشعر واللغة


يُعدُّ علم البديع أحد علوم البلاغة العربية فإنَّنا نلتمس أوليات هذا العِلم في محاولة قام بها شاعر عباسي من أبناء الأنصار أولع البديع في شعره واشتهر بإجادة المدح من مثل قوله في مدح يزيد بن مزيد:


تَلْقَى المَنِيَّةَ في أمْثَالِ عُدَّتِها *** كالسَّيفِ يَقْذِفُ جَلَمُوداً بِجُلْمود
تَجُودُ بالنَّفسِ إن ضَنَّ الجَوادُ بِها *** والجُودُ بالَّنفْسِ أقْصى غايةَ الجُودِ.


وقد أشار الجاحظ إلى البديع بقوله:” والبديع مقصور على العرب، ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة، وأربت على كل لسان، والشاعر الراعي كثير البديع في شعره، وبشار حسن البديع، والعتابي يذهب في شعره في البديع مذهب بشار”.
وكلمة البديع عنده تعني الصور والمحسنات اللفظية والمعنوية وإن كان لم يوضحها توضيحاً دقيقاً، ومع تعرضه لبعض أنواع البديع فإنَّه لم يحاول وضع تعريفات ومصطلحات لها، لأنَّ اهتمامه عند الكلام عنها كان بتقديم الأمثلة والنماذج، لا بوضع القواعد.

أول محاولة علمية جادّة في ميدان علم البديع:


محاولة ابن المعتز العباسي

وكانت أول محاولة في ميدان علم البديع هي المحاولة التي قام بها خليفة عباسي ولِيَّ الخلافة يوماً وليلة ثمَّ مات مقتولاً، وقيل مخنوقاً سنة 296 هجرية.
وهذا الخليفة هو أبو العباس عبدالله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد، المولود سنة 247 هجرية، حيث كان شاعراً مطبوعاً، مقتدراً على الشعر، سهل اللفظ، جيد القريحة، حسن الإبداع للمعاني مغرماً بالبديع في شعره، بالإضافة إلى ذلك كان أديباً بليغاً مخالطاً للعلماء، وكذلك الأُدباء معدوداً من جملتهم، وله بضعة عشر مؤلفاً في فنون شتَّى وصل إلينا منها: ديوانه، طبقات الشعراء، كتاب البديع.
وكان عبد القاهر الجرجاني المتوفي سنة 471 للهجرة وصاحب كتابي:” دلائل الإعجاز”، و” أسرار البلاغة”، وهو واضع نظرية علم البيان وعلم المعاني، فإنَّ عبدالله بن المعتز هو واضع علم البديع كما يفهم ذلك من كتابه المسمَّى” كتاب البديع” الذي ألفه سنة 274 للهجرة.
ويبدوا أنَّه ألف هذا الكتاب رداً على على من زعم من معاصريه أنَّ بشار بن برد ومسلم بن الوليد الأنصاري و أبا نواس هم السابقون إلى استعمال البديع في شعرهم.

الغرض من البديع في الشعر عند بعض الشعراء


وفي موضع آخر يشير إلى الغرض من وضع البديع في الشعر، يقول أحد الكتّاب في علم البديع أنّ الغرض من البديع، هو تعريف الناس أنَّ المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع.


شارك المقالة: