أول قلم في التاريخ

اقرأ في هذا المقال



قال تعالى ” ن والقلم ومايسطرون”
.

في هذه الآيه دلالة على استخدام القلم منذ القدم وكان له أكبر الأثر في تأسيس الحضارة وبداية الدين الإسلامي. وهو أساس التقدم والرقي عند شعوب العالم. وقد حفظ لنا الأديان السماوية والتاريخ الأنساني القديم.
إنّ الأقلام هي وسيلة من وسائل الكتابة في العالم. وقد مر القلم بمراحل عديدة عبر التاريخ حتى وصل إلى الشكل المُعروف الآن.

مفهوم القلم:

كلمة تطلق على معان كثيرة ممَّا له علاقة بالكتابة وممَّا ليس له علاقة.
سُمي القلم قلمًا، لأنه يتم تقليمه وكان عادةً ما يُستخدم من الخشب، والعرب يستخدمونه من سعف النخيل. منها قلم الرصاص والحبر للكتابة وقلم القصب للخط وقلم الحديد للحفر على الصخور وقلم في الدوائر الحكومية في غرفة المكَتبَة.

وتأتي بمعنى نوع من الخط، فقلم الثُلث تعني خط الثُلث.
وقد تعطي معاني أخرى بحسب الفن أو العلم الذي ترد فيه . فقلم في النبات معروف وثوب مقلَّم كذلك معروف هو الآخر.

ممَّا كانت تُصنع الأقلام:

تقديراً بأنَّ المادة المصنوع منها لا تقاوم الظروف الطبيعية والمناخية في تربة العراق التي ظلَّت بنسخة منها حتى الوقت الحاضر. وفي التراث العراقي القديم استعملت الأقلام في الكتابة المسمارية، وقد كثرت التكهنات حولها لأنَّه لم يعثر على نموذج لها.
وقد ذكرت النصوص أنَّه من القصب وواضح ذلك من تسميته باللغة الأكادية “قن طُبّم” أو”قن طُبَّان”التي تعني “قصب الرقم” أو “قصب اللوح الطيني”.

وكذلك ذكرت أنَّه من الخشب، حيث ذكر أن نصاً مسمارياً قد دون “بخشبة الكاتب عامر سليمان”.ولذالك نجد أنَّ قسمًا من الآثاريين ذكر القصب كأداة للكتابة المسمارية. وعندها أصبحت العلامات تأخذ شكل المسامير بسبب النهاية المدببة لقلم القصب .أو “كتب العلامات على الطين الطري بقلم القصب .
وقد قدر بعضهم شكل القصبة وصفاً، كما نص على ذلك مؤلف “كتبوا على الطين “حيث ذكر “فلربما كان القلم قطعة مستقيمة ليس غير لها نهاية مثلثة”.
أمَّا “جان بوتيرو” فإنَّه يقطع بأنَّ التطور الذي حصل في تغيير شكل العلامات الصورية إلى شكلها التجريدي المسماري. “عن طريق قصبة يُبْرى طرفها ليس على شكل حد مسنون بل على شكل حد مائل”.
بينما نجد قسماً آخر من الباحثين يتأرجح بين أن تكون الأداة من الخشب أو القصب مع محاولة رسم شكل للقلم.

وشرح يفيد أن “الكاتب يطبع العلامات المسمارية على الطين وهو ما يزال طرياً بواسطة قلم من الخشب أو القصب مثلث الرأس” ،وقد ظهر رسم القلم غير دقيق ،يظهر كأنَّه مدبب وهناك بين الباحثين من يشير إلى أنَّ قلم الكتابة المسمارية من الخشب فحسب.
وحيث يبين أن القلم في بداية ظهور الكتابة المسمارية كان مصنوعاً من الخشب وذا رأس مثلث الشكل دقيق المقدمة وبعد مدَّة أصبح غليظاً نسبياً.

أول قلم في التاريخ:

يعتقد العلماء أنَّ أول قلم استعمله الإنسان في التاريخ كان أصابعه. وأول حبر استخدمه الإنسان في الكتابة كان دماء الحيوانات فقد كان الإنسان يكتُب على الحجارة وعلى جدران الكهوف. وكان يرسم صورًا لها دلالات مُعيّنة.
وهذا ما أكدته الرسومات الموجودة في الصحراء والتي كانت يُرجّح أن يكون عُمر هذه الرسومات آلاف السنين.

بداية الكتابة:


تُشير بعض المصادر التاريخيّة أنّ بداية الكتابة جاءت مع عصر السومريّين الذين عاشوا في بلاد سومر في بلاد ما بين النهرين(العراق حالياً). وكانوا يكتبون نوع من الكتابة تُسمى بالكتابة المسماريّة، وكانت الكتابة المسماريّة تُكتب عن طريق المسمار. والكتابة المسماريّة عمرها خمسة آلاف سنة تقريبًا في عام 3500ق.م.
واستمر السومريّون باستخدامها حتى آخر القرن الأول من الميلاد. وكما تم الذكر فالقلم الذي تمّ استخدامه في الكتابة هنا كان مصنوع من الحديد. وفي هذه الفترة تم استخدام أعواد خشبيّة من أجل الكتابة إذا كانت هذه المواد التي يُكتب عليها تصلُح لذلك.

الأقلام المُستخدمة في الحضارات المُختلفة

المصريين القدماء:
اخترع المصرييون في القدم أقلام تشبه الأقلام التي استخدمها السومريّون.بحيث صنعوا أقلام من نبات القصب وأنواع أُخرى تم صناعتها من ريش الطيور.

الإغريق:
الإغريق أو ما يُسمى بالمصريين القدماء حيث قاموا باستخدام ريش الطيور في عام 500 قبل ميلاد المسيح،وانتشر مُنذ ذلك الوقت استخدام ريش الطيور في الكتابة في أوروبا والعالم.

القلم عند العرب:

استخدم العرب المُسلمين أيضًا الريش وقد قاموا باستخدام أنواع أُخرى من الأقلام المصنوعة من أعواد القصب والنخيل. واستخدم المُسلمين أفضل أنواع المحابر والحبر وخاصة في عهد الخليفة هارون الرشيد عام 176هجري، وقد أُنشأ أول مصنع للورق في بغداد.

القلم الحبر

القلم الحبر يعود اختراعه إلى المُعز الدين الله الفاطمي الذي بنى مدينة القاهرة عام 969 ميلادي. فقد طلب المُعز من القاضي النعمان ابن محمد صناعة قلم الحبر الذي يحتوي على مخزون الحبر بداخله. وبعد أيام صُنع أول قلم حبر في التاريخ وكان هذا القلم مصنوعًا من الذهب.

القلم الرصاص

لم يستغرق اختراع قلم الرصاص طويلًا بعد اكتشاف الغرانيت الذي يُصنع قلم الرصاص منه في انجلترا تحديدًا في منطقة كمبرلاند عام (1564) ميلادي. حيث أنه بعد عام واحد من اكتشاف الغرانيت صُنع قلم الرصاص عن طريق العالم الألماني “كارل جستنز” وبدأ الناس في استخدامه فعليًا.

القلم في التكنولوجيا الحديثة:

لم يكتفي تطوّر القلم بما تم ذكره، ولكن في فنرة قريبة قامت شركات كبيرة مثل آبل وسامسونج. بتطوير أقلام قابلة وقادرة على الكتابة على الشاشات الإلكترونيّة، وهذا هو آخر ما توصل إليه العلم في صناعة الأقلام. وبذلك يُعتبر القلم أهم أختراع قام به الإنسان. فبدون القلم لا يوجد حضارة بشرية، لإنّ الحضارات تعتمد على بعضها البعض وبدون القلم لن نتعلم ولن ينتقل لنا أي معلومة وبذلك نقدر أنْ نقول بدون قلم لن توجد حضارة.


المصدر: 1- علم المرجعيات . محمد علي العناسوة .- عمان : دار الياقوت .2001 .2- مصطفى الرافعي ، فنون صناعة الكتابة . بيروت: دار الجيل ، 1994 .3- عامر سليمان ، اللغة والكتابة في موسوعة الموصل الحضارية .- الموصل: مطبعة الموصل ، 1991 ، مج 1 .


شارك المقالة: