يعتمد المثل غالباً على الأفكار التي تتكرر، والمواقف التي تتوافق بين مختلف المجتمعات، في كثير من الأحيان، كما ولها دور رئيسي في حمل كثيراً من المعاني والقيم التي تتسم بالبساطة وسرعة الإستيعاب، لدى الأشخاص، كما وتعد من القيم والعادات الاجتماعية التي تمارس بين الإنسانية جمعاء.
مضمون المثل:
يعني أنه قد يأتيك الأذى، من أُناسٌ قمت بتقديم تضحيات لهم وقمت بمساعدتهم وأحسنت إليهم قدر المستطاع ولم تجد منهم سوى تقديم الأذى لك نتيجة ذلك.
قصة المثل:
في إحدى الأيام كان هناك شخصاً يعيش في قريةٍ صغيرةٍ، كان يعمل برعي الأغنام في أحد المزارع التي تتواجد ضمن القرية، وحيث كان يتجول حول المزرعة، وإذ به يجد جرواً صغيراً يتضورُ جوعاً ويرتجف من البرد، وسرعان ما قامَ هذا الراعي بحمل الجرو وأخذه إلى كوخ صغير، حيث قام بالاعتناء بهِ، حممهُ ونظفهُ، وأوقَدَ لَهُ نارا لتدَفئته.
هذا وقد كان لدى الراعي شاة جيدة، من حيث الحليب، فجعلها الراعي بمثابة أم للجرو، تعطيه حنانها وحليبها، وبعد مرور فترةً من الزمن كَبُر الجرو وأصبحَ ذات حجمٍ ضخم وبنيةٍ قويةٍ، حيث كبرت ملامحه واشتد عوده، وفي يومٍ من الأيام جاء الراعي إلى مزرعته، حيث اُصيب بالذهول مما رأى، إذ وجد أن هذا الجرو، لم يكن ذلك الجرو الذي جاء به وعطف عليه وقدم له أفضل الرعاية والحنان، حيث كانت الشاة تقدم له الحليب والحنان بأفضل ما يكون، إذ تحول هذا الجرو إلى جرو ذئب وليس جرو كلب، كما أنه وعندما كبر وإشتد عوده، قام بنهش وأكل لحم الشاة، وقطع رأسها من دون اهتمام ومبالاة بما قدمته له في صغرهِ، عندما كان يرتجف من البرد والجوع فاقد للحنان والعطف، حيث كان حينها لم يقدر على إعانة نفسه في ذلك الوقت.
العبرة من المثل:
هكذا هم بعض الأشخاص الأقرباء منا تحسن إليهم وتقدم لهم كل ما تقدر عليه وتبذل كل ما بوسعك من عطاء، لترتقي به، ولكن مهما فعلت من أجلهم وقدمت لهم، فإنهم لا يقدرون ما قدمته، ولن تأخذ منهم غير نكران الجميل، فهؤلاء الأشخاص، تكون سوء الطباع فيهم قد غلبة تطبعهم، وسوء الطبع هذا يتمرد على الفضيلة التي تقدمها، فلا يستطيعون النهوض بأنفسهم، ولا يصدر منهم غير السوء ونكران الجميل والفضل الذي قدمته، إذ لا يأتي منهم غير الشر والأذية.