البلاء في المعاصي في العصر الحالي أصبح مرضاً ينتشر بين جميع فئات المجتمع، والستر هو عبارة عن مبدأ ذهني لكل من يعمل في مجال التأهيل النفسي أو الطب، فلماذا تصبح منصات التواصل الاجتماعي والصحف نافذة مشرعة للتعاطف مع الإنحراف لدى الأشخاص؟ وتحشيد التأييد في الضياع الذي لا يعرف ما الغاية منه.
مضمون مثل “إذا بليتم فاستتروا”:
هذا المثل هو قول صحيح وذكر معناه في الشرع، ويقصد به أن الشخص الذي يتبع هواه في يوم من الأيام ويجره للوقوع في معصيه، فهو مأمور في الشرع بأن يستر نفسه بستر الله، ولا يقوم بفضح نفسه أمام العامة، فالإبتلاء أو البلاء من الله تعالى، فكل شيء يحصل في هذا الوجود يكون بقضاء الله وإرادته.
يبتلى العباد للاختبار في الشر والخير؛ حتى يعرف من هو المطيع الذي يتجنب المعاصي، ومن هو العاصي الذي ينجر وراء انحرافه، كما بين معنى هذا المثل في حديث الرسول الشريف “أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله”.
دلالة المثل:
يدل هذا المثل على أن الإنسان قادر على السيطرة على أفعاله ونفسه، فيضبط تصرفاته ويتجه للسلوك الصحيح المبنة أمامه، فإذا وقع في ممعصية وانحرف لأي سبب كان، فيجب عليه أن يستر نفسه من الفضيحة أمام الناس والمجتمع، وذلك من أجل عدم الاستمرار في المعصية، وتشجيع الآخرين من أصحاب الأنفس الضعيفة على السير في نفس الطريق.
كان العالم الغربي يعبر عن هذا المثل بطريقة أخرى، تتفق في مفهوم جزء من هذا المثل وتختلف في الجزء الآخر، فاختلفت في أخذه من الإسلام، واتفقت في الجزء الثاني فقالت: “إن لكل داء دواء ولكل مشكلة علاج، علم ذلك من علمه وجهل ذلك من جهله”، وقيل في اللغة الإنجليزية: “for every medicine and for every treatment problem knowledge and ignorance from ignorance”، حيث أشارت فيه أن لكل داء هناك دواء ولكل مشكلة هناك علاج، وتوافق هذين المثلين أيضاً عدم حزن الشخص على ما فاته من أسى وقدر، وإنما يجب عليه التستر على المشكلة لحين حلها و المرض لحين علاجه.