إذا تحطمت الصداقة لا يمكن إعادتها - A broken friendship may be soldered, but will never be sound

اقرأ في هذا المقال


العلاقات الاجتماعية:

حينما يخرج الود من العلاقات الاجتماعية التي تكون بين الناس، فإنه لا يكون هناك مسار إنساني ثابت، إذ تغدو العلاقة مبتذلة خالية من الروح التي تسمو بها، وهناك العديد من الأحداث والقصص التي تصور بها خروج الود منها منذ الزمن القديم وحتى الوقت الحاضر، كما أكدت كافة الأديان السماوية على الود في العلاقات الاجتماعية ولا سيما في العلاقة بين الأصدقاء، والتي تتجلى فيها أعظم المعاني السامية، إذ يلعب فيها الود دور كبير ألا وهو التوطيد والتعزيز، كما يبتعد بها عن مفهوم العدمية والابتذال.

بات وضع العلاقات الاجتماعية في الوقت الحاضر يهب مع هبوب العاصفة، فقد قام بإفراغها من تجلي الود فيها، حيث عمل على تحويلها من علاقات سامية يتجلى فيها الود بأبهى الصور إلى علاقات عابرة خالية من كافة المعاني السامية، إذ باتت تلك العلاقات تخلو من سمات النبل والعلو الإنساني، فيعتريها ويحركها المال وتسيطر عليها المصالح الشخصية، مما جعلها بحجم صغير خالية من الحب والمودة ويحاصرها الكراهية والطمع المكبوت داخل الشخص، بالإضافة إلى الجشع والحسد اللذان سيطران عليها بشكل كامل.

فالميثاق التي كانت تقوم عليه أساس العلاقات من سلام وعدل وحب تم محاصرته وانتهاكه، وتم اعتماد مبدأ العقوق الذي عمل على إسقاط أسمى المعاني النبيلة، فهناك الكثير من الناس الذين عملوا على سيادة أنماط فاسدة في سلوكياتهم؛ وذلك من أجل تبرير أفعال وتصرفات الفاسدين والغشاشين والغادرين في العلاقات، حيث قاموا من خلالها بالدفاع عن من يفسدون العلاقات الاجتماعية ويجردونها من أسمى صفاتها.

مضمون مثل “إذا تحطمت الصداقة لا يمكن إعادتها”:

تناول المثل الإنجليزي موضوع الود الذي تجردت منه علاقات الاجتماعية وعلاقات الصداقة، إذ باتت هذه الظاهرة تسيطر على كافة المجتمعات العالمية، وهذا ما جعل الحكماء والفلاسفة يأخذوا بالمثل الإنجليزي ويترجموه إلى كافة اللغات العالمية؛ وذلك من أجل إيصال رسالة تحذيرية إلى كافة الأطياف البشرية من مثل تلك النوعيات من البشر.

كما أوضحوا الحكماء من خلال مضمون المثل الإنجليزي أنّه من الممكن أن تعود العلاقات كما كانت، ولكن من غير الممكن فيها أن تعود كما كانت، حيث تجرد منها الحب والمودة وهذا ما لا يمكن استرجاعه وإعادته.


شارك المقالة: