إذا عزَّ أخوك فهُن

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

الهُذَيل بن هُبيرة بن قبيصة بن الحارث التّغلبي، وهو من بني ثعلبة بن بكر التغلبي؛ ومعروفٌ بأبي حسان، ويقال له” الهُذَيل الأكبر”. 
كان فارساً وشاعراً في الجاهلية، وهو من( الجَرَّارِين) قادة الألوف، كان يقودُ ألف فارس خلفهُ يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه لا يخالفونه ويثقون به ويُعرف أيضاً” بالمُجدِّع”.

وكان بنو تميم وهي من أكبر قبائل العرب؛ يُخوّفون أولادهم ويفزِعونَهم بالهُذَيل، لأنّه كان من فرسان وأشدّاء العرب. وهو من بني بكر بن حبيب المعروفين بالجاهلية بالأرَاقِم، من بطون قبيلة تغلب العربية المشهورة.

وأكثر حربٍ اشتُهِر بها؛ هي حربُ يوم( إرَاب)، والتي أغار فيها على بني رياح بن يربوع، وكان رجال بني رياح بعيدون عن الحي في بعض غزواتهم، فَقَتل وأسرَ كثيراً مِمَّن وجدَ في ديارهم.

وكان من غزوات الهُذيل هذا، أنّهُ أغار على إبِلٍ” لنُعيم بن قَعنب الرِّياحي”، فَتخلّى عنها رجالها( أي رجال بني رياح). فجلس الهُذَيل على شَفير بئرٍ تُسمَّى سَفَار مطمئناً ليرتاح، وقد شَغلَ من معهُ من الفُرسان بسقي الإبل، وبينما هو جالس على شفير البئر، رآه رجل يُسمّى حُبَاشة المازني، فرماه بسهمٍ من خلفهِ فأصابهُ ولم يُخطئه، وسقط في القَليب( البئر) ميتاً، فقال فيه” عُتَيبة بن مِرداس” مخبراً قومه :
فَمَن مبلغ فتيان تَغلب أنّه *** خَلا للهُذيل من سَفار قَليبُ 

قصة المقولة

أغارَ الهُذيل بن هبيرة التغلبي في إحدى غزواتهِ ذات مَرَّة على قبيلة” بني ضُبَّة”، فقتل منهم وغَنِم منهم الغنائم، ثمَّ غادرَ ديار بني ضُبّة وأقبل على أصحابه الذين طلبوا منه بعد الغزو أنْ يقوم بتقسيم الغنائم التي غَنموها عليهم، ولكنَّه كان يخشى من تقسيم الغنائم في ذلك الوقت، حيث قال لهم: أخافُ إنْ تَشاغلتم باقتسامِ الغنائم، أنْ يُدرككُم الطَّلب من بني ضُبَّة.

ولكنَّ أصحابه رفضوا الانتظار في تقسيم الغنائم وألحّوا عليه في ذلك، حتى رَضَخَ لفرسانهِ وقام بتقسيم الغنائم بينهم؛ ثمَّ قال مقولتهُ المشهورة:” إذا عَزّ أخوك فَهُنْ”. ثمَّ أنشد بيت الشِّعر الذي يقول:

دَبَبتُ له الضَّرّاء وقلتُ: أبقَى *** إذا عَزّ ابن عمِّكَ أنْ تَهونا


شارك المقالة: