إذا عز أخوك فهن

اقرأ في هذا المقال


تتفرد الأمم وتتميز بما تمتلك من إرث ثقافي، والذي بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: “إذا عزّ أخوك فهن”.

فيم يضرب مثل “إذا عز أخوك فهُن”؟

مثل “إذا عزّ أخوك فهن”فيه دعوة إلى حسن معاملة الأخ أو الصديق، حتى وإن كان هناك شدة منه وأذى في بعض الأمور؛ فمن الضروري أن يكون الطرف الآخر لينًا هينًا معه حتى لا يتأزم الموقف بين الطرفين، في حين أن العلاقات قد تنتهي بكل بساطة، فالأخ هو السند الذي يبعثه الله تعالى لأخيه، وقد يقوم الصديق بنفس أفعال الأخ ليحصل على هذا اللقب، أي أن الأخ ليس فقط هو من تربطه صلة دم مع شخص آخر، بل إنه الشخص الذي يقف بجوار أخيه في كل ظروفه سواء في السراء أو الضراء، ومعنى ذلك أنه لا يتفضل عليه بشيء يسبب له الضيم والضيق، بل إنه من حسن الخلق والأخوة أن يكون لينًا مع أخيه حتى وإن بدت القسوة منه في بعض المواقف، ومثل “إذا عزّ أخوك فهُن” من الأمثال العربية التي تحدثت عن التهاون مع الأخ أو الصديق ومحاولة إرضائه، وهو الذي فسرّه أبو عبيد بمعنى أن مناصرة الشخص لأخيه ليست بضيم، بل هي حسن خلق، حتى وإن عاسرك أخوك فعليك أن تياسره.

قصة مثل “إذا عز أخوك فهُن”:

يُروى أن مثل “إذا عزّ أخوك فهن” قد ورد على لسان هُذيل بن هبيرة التغلبي، إذ إنه أغار في يوم على بني ضبة، فكان أن غنم منهم الغنائم، فأتى على أصحابه الذين طلبوا إليه أن يقوم بتقسيم تلك الغنائم بينهم، إلا أنه كان يخشى من تقسيم الغنائم في ذلك الوقت، حيث قال لهم: “أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب”، أبى رفاق هذيل الانتظار، الأمر الذي جعله يقول في ذلك الوقت: “إذا عزّ أخوك فهُن”، حيث خضع إلي مطلب أصحابه وقام بتقسيم الغنائم بينهم حينها، ثم أنشد لابن الحمراء قائلًا : “دببتُ له الضرّاء وقلتُ : أبقى إذا عزّ ابن عمك أن تهونا”، وهو يشير بذلك إلى حُسن معاملة الأخ أو الصديق حتى وإن كان هناك شدة منه في بعض الأمور، فمن الضروري أن يكون الطرف الآخر لينًا هينًا معه حتى لا يتأزم الموقف بين الطرفين.

المصدر: الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000


شارك المقالة: