إذا قالت حُذَام؛ فصدِّقوها

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

لُجَيم بن صَعب بن علي بن بكر بن وائل؛ وكان من قبائل اليمن، وزوجته هي، حُذَام بنت الرَّيّان اليَمانية، والتي اشتُهِرت بالمَثل القائل:” إذا قالت حُذَام فصدِّقوها”.

قصة المَثل

إمرأةٌ جاهليّة من عَرَبِ اليَمن؛ تُدعَى” حُذَام بنت الرَّيّان بن خُسر بن تميم اليَمانيّة. وقد سُمّيت حُذام بهذا الاسم؛ لأنَّ ضُرّتهَا حَذَمت يدها بشَفرَة، فَصبَّت حُذام عليها جمراً في المقابل، فبَرَشت الضُّرّة، وسُمّيت البَرشاء« بمعنى أنَّ في لونها نُقطاً مختلفة».

وقِيلَ أنَّ” عَاطِس بن الجَلَّاح الحِميَري”، وقعت بينه وبين قومها( قوم حُذَام) فتنة، فسارَ إليهم في جُموعٍ كثيرة العَدَد، واقتَتَلوا، فَفَرَّ قومها هاربين ورجعَ عَاطِس الحِميَري إلى معسكره، فسارَ قوم حُذَام لَيلَتهُم ويَومهُم إلى الغَد، واستَقَرّوا في الليلة الثانية.

فلمَّا أصبحَ الحِميَري ورأى آثارهُم، اتّبَعهُم هو وقومه؛ فانتبه القَطَا( طيور القَطَا المعروفة)، من وَقْعِ دَوابِّهم ، فَمرَّت طيور القَطَا على قوم حُذام قِطَعاً قِطعاً، والعرب معروفة بالفِطنَة، واستنباط الأخبار من تَصرّفات الحيوان، فَخرجت حُذَام إلى قومها فقالت:

ألا يا قَومَنا ارتَحِلُوا وسِيرُوا *** فَلو تُرِكَ القَطَا لَيلاً لَنَامَا. فَلَم يأخذوا بقولها؛ لأنّهم كانوا مُنهَكين من التَّعب. فصاح بهم زوجها الشاعر” لُجَيم بن صَعب بن علي بن بكر بن وائل:

إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا *** َفإِنَّ القَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ. فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل ، ويَئِسَ منهم أصحاب عَاطس فرجعوا من حيث جاؤوا، فَنَجا قومها من شَرِّ الحِميَري وجماعته، بسبب ذَكائها وفِطنَتها.


فَجرَى هذا المثل على ألسِنَة العرب، وصار يُقال فِيمن نَثق في صحَّة رأيهم، ونرى أنَّ قولهم هو القَول الفَصل؛ لِمَا لهم من رَجاحةٍ في العقل والفطنة. فَكُلّ مُبصر للأمور، هو حُذام؛ وكلُّ صَادقٍ في الحَدس هو حُذام، وكُلُّ سَديد في القول هو حُذام.

ومعنى كلمة حُذام، أو حَذَام من حَذم الشيء أي قَطعهُ، والشخص الحَازم، هو الصَّارم ذو الرأي القاطع.


شارك المقالة: