إذا كنت تريد صديقا كن صديقا - If you want a friend be a friend

اقرأ في هذا المقال


الحياة تبنى دائماً على قواعد أساسية، وأي خلل فيها فإنه يؤدي إلى خلل بالنظام السائد، ومن أهم هذه القواعد هي أن الطيور على أشكالها تقع، وأن الإنسان كما يدين يدان، فلو فكر أحد الأشخاص في إيذاء غيره، فإنه ينتظر وقوع الأذى لنفسه؛ وذلك بسبب أن الله سبحانه وتعالى لا يجبر أحداً أن يقوم بظلم الآخرين حتو ولو رُّد إليه ظلمه.

مضمون مثل “إذا كنت تريد صديقاً كن صديقاً”:

على نفس وتيرة فاعل الخير يجد أمامه ما يقدمه من خير، فإذا كنت صديق مخلص إلى الآخرين ستجدهم معك أكثر إخلاص وود، فالإنسان يجني ما يزرعه فقط، ولذلك يتوجب علينا دائماً أن نفعل كل ما هو خير حتى نتمكن من جَني الخير، ومن أجل أن نحضى بأصدقاء فلابد من أن نتسم نحن أولاً بصفات الصداقة، كما قيل في المثل الإنجليزي (If you want a friend be a friend).

قصة مثل “إذا كنت تريد صديقاً كن صديقاً”: 

في أحد الأيام كان هناك نسر يسكن مع عائلته فوق شجرة كبيرة، وكان يوجد أيضاً مجموعة من القرود تعيش معهم على نفس الشجرة، وكانوا يعيشون جميعهم بسلام وسعادة مع بعضهم البعض، وفي إحدى الليالي من ليالي الشتاء العاصفة، جاء أرنب يرتجف برداً، وطلب من الموجودين السماح له ولعائلته البقاء معهم في جحر كان موجود أسفل الشجرة.

رحبوا عائلة القرود والنسر بعائلة الأرنب، فقدم الأرنب لهم الشكر والامتنان بالنيابة عن عائلته، و لبث معهم في نفس الشجرة، ومع مرور الوقت أصبحوا جميعهم أصدقاء، حتى جاء اليوم الذي قام فيه الصقر بزيارة صديقه النسر، فرأى مجموعة من الأرانب الصغيرة، فبدأ الصقر بتحريض صاحبه النسر على خطف صغار الأرانب، وطهوهم من أجل الغداء وشرح له كم هو لذيد طعمهم.

أخذت الأفكار الشريرة تدور في عقل النسر، فوافق على رأي صاحبه الشرير، وعندما خرج والد ووالدة الأرانب من أجل جلب الطعام إلى صغارهم، بدأ النسر بالتسلل إلى الجحر وخطف الصغار، فشاهد والد الأرانب أن النسر يتسلل إلى عشه ويخطف صغاره، فذهب مسرعاً إلى النسر ويتكلله الغضب، وطلب منه أن يرجع صغاره، بينما النسر كان مغروراً بقوته، وباعتقاده أن الأرنب حيوان ضعيف لن يستطيع تحديه أو إيذاءه ورفض أن يرجع الصغال إلى والدهم الأرنب.

غضبت عائلة القرود عندما سمعت بما فعله النسر، وطلبت من النسر أن يعيد الصغار إلى حضن أبيهم، ولكن أصر النسر على موقفه، فاجتمعوا القرود مع الأرانب وثاروا على النسر وهددوا إذا لم يرجع الصغار، بأنهم سيشعلون النار في تلك الشجرة.

أدرك النسر مدى غباؤه سريعاً، ثم قرر إعادة الصغار، فقد ندم على ما فعل، ولكن بعد فوات الأوان، فقررت القرود والأرانب بمقاطعة النسر والابتعاد عنه، وبعدها قام النسر بطرد الصقر الذي كان السبب في خسارة النسر لأصدقاءه الحقيقيين.


شارك المقالة: