إذا هبت رياحك فاغتنمها - Make hey while the sunshine

اقرأ في هذا المقال


جاءت الأمثال قديماً لإعطاء الحكم والمواعظ والخبرة من قصص واقعية وحقائق مشهودة، حصلت مع أشخاص في ذلك الزمان، فمنهم من أخذ بها واغتنمها؛ من أجل الحصول على تحقيق ما يريد، ومنهم من تخطاها، فتعلم من تجارب نفسه.

مضمون مثل “إذا هبت رياحك فاغتنمها”:

جاء هذا المثل من شطر لبيت شعر، يحث على اغتنام الفرص إذا سمحت الأمور، وكان يعتمد العرب على هذا المثل في تصفية الغلال والمحاصيل كالشعير والقمح، حيث كان يعتمد على الرياح في فصل القمح عن التبن، وكما كان يعتمد البحاريين على الرياح واتجاهاتها من أجل تسيير مراكبهم الشراعية، فقد كانت هذه المراكب وسيلة لهم للتنقل بين البلدان، ولم تكن وسيلة للترف والرفاهية.

وقد لاحظ العلماء والحكماء في الجذر للمفردات في هذا المثل، أن كلمة “الرياح” في القرآن الكريم دائماً تأتي مبشرة بالخير الذي تعود به على الناس، أما كلمة “الريح” فكانت تأتي دائماً كنذير عذاب وشر يحل بالناس، وكما لاحظ العلماء أن المجتمعات الغربية في هذا المثل فضلت استخدام كلمة الشمس، بدل من كلمة الرياح، فكانوا يقولون عندما ينصحوا أحد الأشخاص باغتنام الفرصة “جفف العلف، ما دامت الشمس مشرقة”.

دلالة مثل “إذا هبت رياحك فاغتنمها”:

قد لا تأتي الرياح كما يشتهي الفلاح، أو كما يريد البحار، لهذا السبب جاء اختراع آلة “الذراية”، وذلك حتى يكتفي بها الفلاح دون طول انتظاره للرياح، وكما اخترع البخار؛ من أجل دفع القلوع والأشرعة حتى تساعد البحار، وقد جاء اختراع هذه الآلات من هداية الله تعالى للعقول البشرية.

الفرص المناسبة لا تأتي للإنسان عن طرق دق بابه، ولكن ممن الممكن أن يأتي الشخص بالذرّاية؛ حتى يحقق ما يريد الوصول إليه، فجاء اعتقاد الناس لفترات طويلة أن البشر ينقسموا إلى قسمين: أحدهما يكون الحظ سائراً معه جنباً إلى جنب، والقسم الآخر هو من يقوم الحظ بتجنبه، ولا يعلم الناس إلى أن الأشخاص هم من يسيروا للبحث عن ما يساعدهم لتحقيق غاياتهم.

أشهر الأبيات الشعرية التي ذكرت مثل “إذا هبت رياحك فاغتنمها”:

إذا هبت رياحك فاغتنمها .. فإن لكل خافقة سكون

ولا تزهد عن الإحسان فيها .. فما تدري السكون متى يكون

وإن درّت نياقك فاحتلبها .. فما تدري الفصيل لمن يكون


شارك المقالة: