الأصل في حل المشاكل التي تواجه الإنسان في حياته، معرفة تحديد المشكلة وداؤها؛ لإيجاد الحلول الصحيحة والسليمة، فمعرفة الأسباب تؤدي إلى حل جميع المشاكل التي تواجهنا بطريقة أكثر نفعاً، فلا تحكم بالشكل السريع على المشاكل يجب التأني لمعرفة الأسباب الخاصة خصوصا فيما يتعلق بالمشاكل مع الغير، لأنه في أغلب الأحيان التسرع في حل المشكلة يزيد من تكبير المشكلة.
مضمون مثل “إذا عرف الداء سهل الدواء”:
في هذه الحياة توجد كثير من المشاهدات والتجارب، فما يشاهده الإنسان لا يعرف سببه، وما يمر به من تجربة يعلم أسبابه، فيتعرض الناس للعديد من المشاكل والأقدار الموجعة والظغوطات في حياتهم الشخصية، ففي معظم المشاكل لا يعرف الإنسان بأي عقدة من المشكلة يبدأ بالحل حيث تتزاحم خيوط المشكلة كخيوط العنكبوت؛ فبنتيجة الأمر يكون الحل لهذه المشكلة واحد، فما على الإنسان إلا أن يقوم بالبحث عن الأسباب فهي التي تحدد له العقدة الكبيرة في سبب المشكلة المراد حلها، فمرفة الأسباب هي الأساس في حل أي مشكلة قد تواجه الإنسان فمن خلالها يجد الحلول الصحيحة والسليمة والأكثر نفعا.
عند التطرق إلى مشكلة مع الغير لايجب أن يفسر المشكلة على حسب وجهة نظره ولا معتقده ولا مفهومه، إذ يجب التأني وعدم التسرع وأن يستمع للمشكلة بشكل كامل بكامل حذافيرها من الطرف الأخر.
في أغلب الأحيات كان يتردد قول هذا المثل في المشاكل الأسرية والإجتماعية، وقد تكون أسباب المشكلة هي نتيجة ضغط وإضطهاد من الصعوبات المعيشية والمسؤوليات الإجتماعية في المجتمع، فكانوا بمثابة ضحايا لهذة الظروف مما قد ينعكس على البيئة الأسرية فيتلقى نتيجتها المرأة والأبناء، فالرجال الذين هم بيدهم السلطة على الأسرة يفسدون من قبل الحكومات المستبدة والطاغية الظالمة فينعكس ذلك على أسرهم ويؤدي إلى تفككها، ففاقد الشيء لا يعطيه.
قصة مثل “إذا عرف الداء سهل الدواء”:
كان هناك زوجان يعيشان في بيتهم سعداء، وبعد مرور سنة اكتشفا من خلال أقاربهم أنهما إخوان في الرضاعة، فقاما بالطلاق، وبعد انتهاء العدة للمرأة بدأ الرجل بزيارتها، فأصبح الناس يقولون لماذا تقبل زيارة؟ فإذ أنهم يريدان الرجوع فليعودان إلى بعضهما دون الحاجة إلى المقابلة فالعدة قد انتهت ولا يوجد شيء يمنعهما من ذلك، فكثر الحديث عليهما، إذ كان كل شخص يبدي رأيه حسب معتقداته وتفكيره حتى وصل الأمر إلى الحديث بعرضها والعياذ بالله، فقام الرجل بالحديث إليهما وقال لهما: أنهم عرفوا هو وزوجته أنهما إخوان في الرضاعة فقاما بالطلاق، وأنه يقوم بمقابلتها لأنها أصبحت أختاً له، وما كان طلاقهما إلا بسبب الرضاعة فجلعتهم أخوة.